"القدس للدراسات" ينظم جلسة حوارية حول الانتخابات النيابية
بحضور أكثر من 100 مشارك ومشاركة مع أهالي قرى العباسية وجوارها وأعضاء المجتمع المحلي في شرق عمّان نظم مركز القدس للدراسات السياسية ورابطة أهالي العباسية جلسة حواريةً بعنوان "انتخابات 2024: حفز المشاركة السياسية ومغادرة العزوف"، تحدث فيها كل من الدكتور صدام أبو عزام المدير التنفيذي في منظمة محامون بلا حدود والأستاذ عريب الرنتاوي مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية
ركز أبو عزام في مداخلته على أهمية وتأثر المشاركة بوصفها ركناً من أركان المواطنة، وأحد عناصر تشكيل الرأي العام، منوهاً إلى أن المشاركة هي الأداة التي يمكن من خلالها المساعدة في وضع وتحديد الأولويات والقضايا الأساسية التي يجب التركيز عليها داخلياً وخارجياً من جانب الحكومات والسلطات بموجب الدستور، وأشار أبو عزام إلى أن أحد أهم أدوار المجالس النيابية هو القدرة على تمثيل الشعب بمختلف مكوناته، مُشدداً على أن العزوف عن المشاركة سيُفضي لانتخاب نواب يعملون لمصالحهم الشخصية على حساب الصالح العام، واستطرد أبو عزام قائلاً بأن المشاركة الفاعلة والواعية تمثل أداة التعبير عن ضمير الأمة.
وتناول أبو عزام أهمية المشاركة في الانتخابات والانخراط في الأحزاب في ضوء مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، حيث عمل على توضيح البيئة الدستورية والقانونية التي انتجتها وثيقة اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، ودور هذه البيئة في الوصول إلى الحكومات الحزبية والبرلمانية، مؤكداً بأن هذا النموذج في الديمقراطية هو السائد في أغلب الدول الديمقراطية، وأكد أبو عزام على أهمية توفر الاستقلالية والشفافية والنزاهة والمساءلة في العملية الانتخابية من خلال الهيئة المستقلة للانتخاب حيث سلط الضوء على وظيفتها وتفويضها، موضحاً بأنها مؤسسة وطنية دستورية مستقلة عن الحكومة في عملها.
مدير مركز القدس للدراسات افتتح حديثه بالإشارة إلى التطورات التي يشهدها الإقليم والمتمثلة بالحرب على غزة وما أحدثته عملية السابع من أكتوبر من تأثيرٍ أعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة الأولويات على مستوى العالم، مؤكداً أن ما يشهده العالم من تطورات يستدعي تقوية الجبهة الداخلية الأردنية لما في ذلك من دعم وإسناد للقضية الفلسطينية، منوهاً إلى أن المشاركة الفاعلة والإقبال بكثافة لانتخاب أعضاء مجلس النواب يعد عاملاً من عوامل تحصين الجبهة الداخلية، فالإقبال بكثافة سيُفضي لانتخاب مجالس مُمثلة يحمل أعضاؤها القضية الفلسطينية وأولويات المواطنين لوضعها بقوة على أجندة صنع القرار، وفي هذا الإطار نوه الرنتاوي إلى أن المناطق الأقل إقبالاً على الاقتراع تصل معدلات المشاركة فيها إلى 4% فما دون، داعياً للانخراط بفاعلية واختيار من يمثل سكان هذه المناطق من بين أبنائها وبناتها، لضمان التعبير عن أولوياتهم، مؤكداً في الوقت نفسه على ضرورة محاربة مظاهر شراء الأصوات سعياً لوقف هذه الظاهرة التي تنشط في الدوائر الأكثر كثافةً والأقل إقبالاً على الاقتراع.
وعلى صعيد التجربة الحزبية أوضح الرنتاوي بأن هناك 38 حزباً سياسياً يستطيع الأردنيون الانخراط بها أو تشكيل سواها إن رأوا بأنها لا تمثل أولوياتهم وتوجهاتهم، مشدداً على أن الهواجس والمضايقات الأمنية إن وجدت فهي أقل بما لا يقارن من تلك التي كانت تشهدها العقود السابقة، مؤكداً على أهمية الانخراط في الأحزاب في ضوء المرحلة الجديدة التي يمر بها الأردن، وفي هذا الجانب عمد الرنتاوي إلى شرح آلية الاقتراع في القانون وكذلك آلية انتخاب مقاعد الكوتا، وما يُعرف في القانون بعتبة الحسم التي يتعين على القوائم تجاوزها للوصول إلى مجلس النواب.
ركزت مداخلات المشاركين على المظاهر والممارسات التي قد ترافق المشهد الانتخابي والتي ينبغي مواجهتها والتي تتمثل بمظاهر شراء الأصوات، وبيّنت أهمية تكثيف الجهد التوعوي بأضرار هذه الظاهرة وسبل مواجهتها والإبلاغ عنها، وأكد مشاركون على أن القضاء على هذا الظاهرة يعد أحد أدوات الوصول لمجلس نواب قوي قادر على القيام بدوره التشريعي والرقابي، وفي هذا الإطار دعا المشاركون إلى تعزيز ثقافة النائب المُشرع والمراقب لدى جمهور الناخبين والمرشحين وكذلك رفع مستوى الوعي بآليات العمل الحزبي، إضافة إلى طرح تساؤلاتٍ تتعلق بالجوانب الفنية المتعلقة بقانون الانتخاب كالاستفسار عن آلية الاقتراع واحتساب القوائم والمرشحين الفائزين على مستوى الدوائر المحلية والقائمة العامة، مُطالبين في هذا الإطار بمراعاة الكثافة السكانية عند توزيع المقاعد لضمان تمثيلٍ أكثر عدالة.
وكان رئيس الهيئة الإدارية لجمعية رابطة أهالي العباسية الأستاذ عبد القادر أبو نصرة قد افتتح أعمال الحوارية، بكلمة ترحيبية أشاد فيها على دور الأردن الرسمي والشعبي في دعم القضية الفلسطينية مشدداً على أهمية المشاركة في الاستحقاق الانتخابي لانتخاب مجالس نيابية قوية تساهم في تلبية طموحات الرأي العام وتعزز من الموقف الأردني على كافة المستويات، ودعا أبو نصرة للوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء في قطاع غزة، كما قام السيد كمال شلباية بإدارة الجلسة والتقديم للمتحدثين.