عاجل - خبير عسكري: ما يجري في رفح مشابه لجباليا.. ومبادرة بايدن ورقة انتخابية



خاص - قال الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور نضال أبو زيد، إن مقترح صفقة التبادل الذي طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن، صيغ بطريقة تُخرج اسرائيل من مأزق غزة الذي تعمّق مؤخرا في جباليا ورفح بسبب الخسائر التي تعرضت لها قوات الاحتلال، مشيرا إلى أن أكثر طرفين يدركان حجم خسائر الاحتلال هو الجانب الامريكي والاسرائيليون أنفسهم، إلى جانب ادراك الولايات المتحدة فشل مشروعها بـ "صوملة" غزة، وفشل مشروع التهجير بعد انهيار مشروع الميناء البحري الذي جرفته الأمواج.

وأضاف أبو زيد لـ الاردن24 أن الإدارة الأمريكية وصلت إلى قناعة بأن نتنياهو عاجز عن تحقيق أي نصر يُذكر في غزة، وأن الكيان الصهيوني بدأ يفقد حلفاءه وأن صورته الدولية اهتزّت بما فيه الكفاية، ما ولّد قناعة أمريكية بأنه لا يمكن التضحية بإسرائيل أكثر من ذلك، لكن يمكن التضحية بنتياهو من أجل اسرائيل.

ولفت أبو زيد إلى أن توقيت المبادرة التي طرحها بايدن يأتي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر القادم، وتزامنا مع الحكم الذي صدر بحق منافسه دونالد ترامب، ما يشير إلى أن بايدن يستثمر بملف التهدئة في غزة لأغراض انتخابية، بالإضافة إلى علم بايدن أن قوات الاحتلال عاجزة عن خوض معركة هجومية ناجحة سواء في رفح أو جباليا.

وحول الوضع الميداني، قال أبو زيد إن انسحاب قوات فرقة المظليين/98 من جباليا كان متوقعا، وقد جاء في وقت تجاوزت فيه خسائر الفرقة نسبة الـ 35% والتي يصبح الاحتلال بعدها غير قادر على الاستمرار بالعملية العسكرية نظرا لكون ذلك يعني ان ثلث القوى المقاتلة قد تم تهشيم الهيكل التنظيمي لها، وليس كما يدعي الاحتلال بأنه تم انجاز المهمة كما زعم الاحتلال عند انسحاب نفس الفرقة من خان يونس في شهر نيسان الماضي.

ورجّح أبو زيد أن تطلق المقاومة رشقة صاروخية من شمال غزة خلال وقت قريب لتنقض بذلك رواية الاحتلال حول انجاز المهمة في جباليا وتؤكد أن اليد العليا في شمال غزة لا تزال للمقاومة.

وبيّن أبو زيد أن ما يجري في رفح هو نموذج مشابه لما جرى في جباليا، مع اختلاف الجغرافيا وحجم القوات المقاتلة، حيث زجّ الاحتلال بكلّ أوراقه العسكرية في عملية رفح وهي: (الفرقة المدرعة/162، ولواء الكوماندوز، لواء ناحال، لواء بيسلماخ)، إضافة إلى اسنادها القياسي، حيث نوعية القوات وحجمها تؤكد أن الاحتلال يدرك أن خسارة معركة رفح تعني هزيمة محققة، بالتالي لا نتنياهو ولا وزير دفاعه يوآف غالانت سيجد ما يمكن قوله بعد معركة رفح، لأنها آخر الأوراق العسكرية التي تعمل عليها قوات الاحتلال.

ولفت ابو زيد الى ان المقاومة تدرك هذه المعادلة تمام في رفح، ولذلك تحاول جرّ الاحتلال للقتال أطول فترة ممكنة لارهاق القوات المقاتلة من ناحية وادخالها في عملية استنزاف طويلة لا يمكن لها تحملها، لأنها بعد (239) يوما من القتال باتت لا تملك ترف الاختيار.

واشار ابو زيد الى ان المقطع الذي بثته المقاومة لاستدراج جنود من الاحتلال في جباليا يُكذّب رواية الاحتلال التي نفت أن يكون هناك أي عملية أسر لجنودها في جباليا، مرجّحا أن تصدر المقاومة المزيد من التفاصيل حول العملية بطريقة اعلامية محترفة تستنفر من خلالها الشارع الاسرائيلي على حكومة نتنياهو.