ملتقى نسائي يؤكد على أهمية تعزيز جهود دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في معركة طوفان الأقصى بمختلف السبل
أكد المتحدثون في الملتقى الذي أقامه القطاع النسائي لحزب جبهة العمل الإسلامي تحت عنوان " ما بعد النكبة والنكسة طوفان ونصر" على أهمية استمرار جهود دعم صمود الشعب الفلسطيني بمختلف المجالات السياسية والإعلامية والإغاثية والقانونية ونشر حالة الوعي بين فئات المجتمع المختلفة حول أهميه معركة الطوفان وغاياتها والآثار والأبعاد المترتبة عنها، وإعداد الأجيال وتوعيتها لتكون جزءاً من معركة الإسناد للشعب الفلسطيني وتنويع الأدوات التي تخدم القضية الفلسطينية والمعركة في مواجهة العدو الصهيوني على مستوى العالم العربي والإسلامي والدولي.
ودعا المشاركون في الملتقى الذي شاركت فيها حشد من الشخصيات النسائية النيابية والسياسية والناشطات في مجال العمل للقضية الفلسطينية والعمل العام إلى العمل على إعداد وإنتاج مبادرات إغاثية في مختلف المجالات الطبية والنفسية والإعمار وتعزيز الحراك الشعبي الداعم لغزة، لا سيما الحراك الطلابي في مختلف دول العالم ، وتعزيز العمل الإعلامي عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لخدمة معركة طوفان الأقصى والتعريف بالقضية الفلسطينية منذ النكبة وحتى الآن وآثار الاحتلال وكشف جرائمه ومناهضة سرديته المضللة حول واقع الاحتلال وقضية القدس، وتسليط الضوء على ملف الأسرى ودعم صمودهم في سجون الاحتلال والتعريف بقضيتهم.
كما أكدوا على ضرورة المتابعة الدائمة للمستجدات على الساحة وتوصية الأبناء بدراسة تاريخ الأمة و تاريخ بيت المقدس وتأصيل حقيقة الصراع مع الاحتلال وعمل دراسات حول الحالة الغزية قبل الطوفان ، وتسليط الضوء على حالة التحول في الرأي العام الغربي لا سيما بين فئة الشباب تجاه الاحتلال، وإعداد رسائل موجهة للرأي العام الغربي حول ذلك، وإظهار أبعاد الهزيمة النفسية التي يعاني منها الاحتلال بعد طوفان الأقصى.
وتحدث خلال الملتقى الذي أقيم على ثلاث جلسات نقاشية عدد من المختصين في مجال العمل الاجتماعي والنسائي والسياسي والإعلامي والإغاثي وفي اللجان الداعمة لقضية الأسرى والقضية الفلسطينية، فيما قدم الأمين العام للحزب المهندس وائل السقا في الجلسة الختامية للملتقى ورقة حول أساليب ووسائل إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار السقا إلى أهمية دور المجتمع بمختلف مكوناته في دعم ونصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مختلف المستويات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والتعبوية والعسكرية، وأهمية ذلك في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة العدوان الصهيوني المجرم وفضح جرائمه أمام العالم وعزله وملاحقته بمختلف السبل المتاحة.
وأكد السقا على أهمية الحراك الشعبي المستمر في الأردن على مدى تسعة شهور والذي يقوده الملتقى الوطني لدعم المقاومة بمختلف مكوناته من الأحزاب والشخصيات السياسية والمجتمعية، إضافة إلى دور العلماء في التشجيع على الجانب الإغاثي والدعوة للجهاد بالمال والتربية الجهادية، ودور النقابيين والبرلمانيين في دعم جهود فك الحصار المفروض على غزة والضغط على أصحاب القرار لاتخاذ إجراءات فاعلة في مواجهة العدوان الصهيوني.
كما أكد على دور رجال الأعمال والنقابات في الجهد الإغاثي وجهود الإعمار وإقامة مشاريع البنى التحتية والصناعات، ودور الهيئات الطبية في مجال توفير اللوازم الطبية والكوادر اللازمة لدعم القطاع الطبي في غزة، والدور الإعلامي في تقصي الحقائق وفضح جرائم الاحتلال وإظهار معاناة الفلسطينيين ومواجهة التضليل الإعلامي الذي يمارسه الاحتلال ، وبث روح التعبئة في المجتمع لدعم صمود الشعب الفلسطيني، إضافة للدور القانوني في ملاحقة الاحتلال في المحاكم الدولية وتجريم قادته.
وأشار السقا إلى دور المرأة في التربية ورفع حالة الوعي لدى الأجيال والتربية الجهادية، إضافة لمشاركتها في الجهود الإغاثية والحراك الشعبي، كما أكد على دور الخبراء العسكريين في توفير المشورة والخبرة في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للعدوان بمختلف السبل المتاحة.
وتضمنت الجلسة الأولى للملتقى التي كانت بعنوان " الإجرام الصهيوني من النكبة إلى الطوفان" وأدارتها عضو المكتب التنفيذي للحزب كفاح القناص ورقة بعنوان " تطور الأحداث وتسارع ونيرة الاستعلاء منذ النكبة حتى الآن" قدمتها النائب السابق الدكتورة حياة المسيمي، وورقة ثانية بعنوان " القدس وطوفان الأقصى .. مستجدات ونقاط تحول "، قدمتها المحامية مرام النابلسي.
فيما تضمنت الجلسة الثانية التي كانت بعنوان " البعد السياسي والإعلامي لطوفان الأقصى" وأدارتها الإعلامية دعاء جبر ورقة قدمها رئيس الدائرة السياسية في جماعة الإخوان المسلمين معاذ الخوالدة بعنوان " البعد السياسي لمعركة طوفان الأقصى والمستجدات على الأرض"، وورقة ثانية قدمها الكاتب والمحلل السياسي عاطف الجولاني بعنوان " البعد الإعلامي لطوفان الأقصى".
وتناولت الجلسة الثالثة "البعد الإنساني في معركة طوفان الأقصى" وأدارتها رئيسة القطاع النسائي في الحزب المهندسة راكين أبو هنية، ورقة بعنوان " غزة بين مطرقة الحرب وسندان ة الجوع والتهجير" قدمها الدكتور عمر طه، وورقة بعنوان " دور الحاضنة الشعبية والمرأة الفلسطينية في الإسناد والمقاومة" قدمتها كل من الدكتور سناء أبو فاس، والدكتورة بيان فخري، وورقة بعنوان " الأسرى جرح فلسطين النازف" قدمها الأسير المحرر مازن ملصة.
وفي كلمته أكد معاذ الخوالدة رئيس الدائرة السياسية في جماعة الإخوان المسلمين على أن طوفان الأقصى جاء في لحظة تاريخية كمبادرة استراتيجية غيرت المعادلات السياسية والأمنية والعسكرية القائمة، وأنها فرضت القضية الفلسطينية على الطاولة الدولية وأعادتها لصدارة المشهد العالمي، وأسقطت النظرية الأمنية الصهيونية بعد فشل استخباري غير مسبوق للعدو، وأحدثت حالة تحول في الرأي العام العالمي وتفوق للسردية الفلسطينية بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع على السردية الصهيونية، كما أنها أحدثت هزة عنيفة في المشهد السياسي الإسرائيلي الداخلي.
كما أكد الخوالدة أن معركة طوفان الأقصى أقوى وأقسى ضربة تلقاها الكيان الصهيوني منذ نشأته قبل 75 عاما، وأن الأداء السياسي للمقاومة متماسك بقوة ويتميز بصلابة في الموقف ومرونة في الأداء، وأنها شكلت الهاماً للأمة بواقعية مشروع التحرير وإمكانيته رغم الثمن الكبير.