يعتبر الفريق الطيار إحسان شردم واحدًا من أبرز الشخصيات العسكرية في تاريخ الأردن، وأحد الأبطال الذين تركوا بصمة لا تُنسى في مجال الطيران العسكري. حياته كانت مليئة بالشجاعة والإخلاص والتفاني في خدمة الوطن، مما جعله نموذجًا يُحتذى به لكل من يعمل في القوات المسلحة.

ولد إحسان شردم في بيئة تميزت بالانضباط وحب الوطن، مما أثر بشكل كبير على مسيرته المهنية. منذ صغره، كان شغوفًا بالطيران، وهذا الشغف دفعه للانضمام إلى القوات الجوية الأردنية. بفضل مهاراته العالية وتفانيه في العمل، تدرج في الرتب العسكرية بسرعة، حتى أصبح أحد أبرز الطيارين في سلاح الجو الأردني.

كانت مشاركة الفريق شردم في حرب 1967 علامة فارقة في حياته العسكرية. خلال هذه الحرب، أظهر شجاعة فائقة وإخلاصًا لا مثيل له في أداء واجبه. تميز بإسقاطه أربع طائرات إسرائيلية خلال المعارك، مما أكسبه سمعة مرموقة وشهادة تقدير على شجاعته ومهارته الفائقة. كانت طائرته دائمًا في المقدمة، يقود زملاءه بثقة وحكمة في أصعب المعارك. أسهمت مشاركته في هذه الحرب بشكل كبير في تطوير قدرات الطيران العسكري الأردني وتعزيز جاهزية القوات الجوية.

بعد انتهاء الحرب، استمر إحسان شردم في خدمة بلده بجد وإخلاص. تولى عدة مناصب قيادية في سلاح الجو، حيث عمل على تطوير المهارات والقدرات القتالية للطيارين الجدد. وكان من أبرز هذه المناصب توليه منصب قائد سلاح الجو الأردني، حيث قاد القوات الجوية الأردنية بحكمة وكفاءة، مما جعلها من بين الأفضل في المنطقة.

نال الفريق شردم تقديرًا واسعًا من زملائه وقادته على حد سواء. عندما استلمت منصب مدير العمليات الجوية في الملكية الأردنية، قام بزيارتي لتهنئتي، مما يعكس دعمه وتشجيعه المستمر لزملائه في مجال الطيران. كانت هذه الزيارة تعبيرًا عن التقدير المتبادل والاحترام الكبير بيننا.

بوفاة الفريق الطيار إحسان شردم، فقدت الأردن واحدًا من أخلص أبنائها. ترك إرثًا من الشجاعة والتفاني سيبقى حيًا في ذاكرة الأجيال القادمة. نسأل الله أن يرحمه ويغفر له، ويسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عن وطنه وأمته خير الجزاء.

إحسان شردم كان وسيظل رمزًا للفخر والشجاعة للشعب الأردني ولكل من يؤمن بقيم التضحية والإخلاص في سبيل خدمة الوطن. حياته ومساهماته تُعد درسًا في الوطنية والتفاني، وسيبقى اسمه محفورًا في قلوب من عرفوه وعملوا معه.

اللهم ارحم الفريق الطيار إحسان شردم واغفر له، وأسكنه فسيح جناتك. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم اجزه عن وطنه وأمته خير الجزاء، وألهم أهله الصبر والسلوان. آمين.

 .