يستعيرون مؤلفاتك وارشيفك التاريخي يدعون انها لهم



كنت اتردد في الكتابة عن هذا الموضوع كونه يخصني شخصيا , وهي تجربة مررت بها لأنني اثق بالناس وخاصة اذا كانوا من كبار القوم او مؤسسات رسمية كبرى وهؤلاء بعض الاشخاص او تلك المؤسسات هما من استعار بعض مؤلفاتي التي اغلبها عن الصحافة الاردنية .

ذات يوم اتصل بي شخصية مهمة لاستعارة مقتنياتي عن صحافة شرق الاردن من 1920 _ 1950 وطلب مني ان اعيرة نسخا من هذه المقتنيات وفعلا حققت له ما طلب واعطيته النسخ الاصلية منها , وكانت المفاجأة وانا اشاهد شاشة التلفزيون الاردني , واذ بهذه الشخصية يتحدث في برنامج خاص عن صحافة شرقي الاردن ويعرض ما اخذه مني في برنامج خاص عن صحافة شرقي الاردن على شاشة التلفزيون ويدعى انه الوحيد في الاردن لدية هذه الوثائق , مما دعاني الاتصال به بعد انتهاء البرنامج لمعاتبته على هذا الادعاء , وطلبت منه ان يعيد لي وثائقي على الفور .

وتجربة اخرى هذه المرة مع مؤسسات جامعية اردنية تدرس الصحافة , وكنت عندما يصدر كتابي جديد لي عن الصحافة الاردنية اذهب الى بعض الجامعات لأهدي الاساتذة المدرسين لمادة الصحافة في تلك الجامعات نسخا من الكتاب للاطلاع عليه وتبين لي دون ادنى شك ان بعض المدرسين يأخذون من كتابي في مادة الصحافة ويعدون ( دوسيات لبيعها للطلبة وقد كشفت ذلك عندما زرت احد الاصدقاء وهو صحفي واهديت ابنته التي تدرس في تلك الجامعة نسخة من احدى كتبي وقالت ان احد المدرسين وزع عليهم نسخا من دوسيه اعدها ,وتبين لهذه الطالبة ان هذا الاستاذ اخذ من كتابي كل المادة التي اعدها ولم يذكر المصدر نهائيا ,وواجهته الطالبة بنفس الوقت في الصف بانها تحمل كتابي الذي اهديته لها ,وان هــــذه الدوسيه التي وزعت على الطلبة مأخوذة من كتاب ( شفيق عبيدات ) .

وتجربة ثالثة هي المهمة بالنسبة لي لأنها مع مؤسسة رسمية عليا تقوم بتوثيقات نادرة ومنها وثائق عن الصحافة الاردنية , وقد علم مديرها ان الوثائق الصحفية النادرة موجودة عندي , فاتصل معي وطلب مني ان ازود هذه المؤسسة بها ,وانا بطيبتي وثقتي بهذا المدير اجبته بانني سأزودكم بما لدى من هذه الوثائق , وعلى الفور ارسل احد الموظفين لدية وفعلا سلمته هذه الوثائق المهمة وانا الوحيد الذي املكها , وهي التي ساعدتني في اعداد رسالة الماجستير عن صحافة شرقي الاردن في احدى الجامعات اللبنانية عام 1983 وبذلت جهودا كبيرة للحصول على هذه الوثائق ولم اجدها في مؤسسات الدولة الاردنية بل وجدتها في منازل وبيوت ابناء من اشرفوا على اعدادها ابتداء من جريدة ( الحق يعلو ) التي امر بأصدارها المغفور له المؤسس (الامير عبدالله الاول ) الملك عبدالله الاول ابن الشريف الحسين بن علي وكانت المفاجأة ايضا دون الاشارة الى المصدر , وصاحب هذه الوثائق عندما حضرت مؤتمرا عن الاعلام , شاهدت عرضا لصحفي وارشيفي ومقتنياتي الصحفية .

وللعلم مؤلفاتي هي .... صحافة شرقي الاردن من (1920 – 1950 ) ومسيرة الصحافة الاردنية من (1920-2000 ) , وكالة الانباء الاردنية في اربعين عاما, وحكومات المغفور له جلالة الملك الحسين ... كتب التكليف السامي تحليل المضمون ,, ووجهات نظر في فن الكتابة الصحفية .

وهذا غيض من فيض لما يحصل في بلدنا من سرقة جهود المؤلف والكاتب ومن لدية مقتنيات تاريخية مهمة ... حمى الله الوطن واعزه .