وطني يؤلمني
وانا اشاهد نواب ايرلندا واسبانيا والنرويج وسلوفينيا وفرنسا وبريطانيا وهم يستشيطون غضبا من التواطؤ الدولي مع اسرائيل في عدوانها البربري على الشعب الفلسطيني في غزة ، يبكون حرقة على مقتل الاطفال والنساء ، على ما يرتكبه جيش الاحتلال من جرائم حرب وابادة جماعية ، اتذكر بألم مجلس النواب الاردني ، الذي انهى دورته الاخيرة دون ان ينبس غالبية اعضاؤه ببنت شفه ، يغادرون دون ان يتركوا مآثر او للدقة اثرا يذكر، وتحديدا في القضية المركزية الاهم ، وهي قضية صراعنا مع العدو الصهيوني الذي يستبيح دم اهلنا تؤام روحنا في غزة والضفة الغربية ...
تابع هذا الفيديو لتروا الفرق:
https://t.me/jo_24net/789
انتهت اعمال الدورة العادية الرابعة ونحن نترقب قرارهم في موضوع الغاء اتفاقيات العار مع العدو الصهيوني،واللافت ان غالبيتهم العظمى يسعون للترشح من جديد في الانتخابات النيابية القادمة ، دون ادنى شعور بالحرج او التقصير او الحياء ...
تخيلوا ان 105 من أعضاء البرلمان التاسع عشر ينوون الترشح للانتخابات المقبلة وذلك وفق ما جاء في استطلاع اجراه مركز راصد ، و17 برلمانياً اخر لم يحسموا بعد قرار ترشحهم.لا نعرف اسباب هؤلاء ودوافعهم للتنطح للعمل العام وبعضهم لم يقدم مداخلة واحدة في اربع سنوات عجاف امضوها تحت القبة !!! فهناك ١٤ نائبا لم يقدموا سؤالا واحد طيلة عمر المجلس ، كما ان هناك ٥٠ نائبا لم يقدموا اي مداخلة نوعية في اربع دورات عادية وثلاث دورات استثنائية !!! ومع ذلك ينوي غالبيتهم العظمى الترشح لدورة نيابية قادمة !!
مجلس النواب التاسع عشر خذل الاردنيين ، وخذل فلسطين ، وخذل نفسه قبل هذا وذاك ..
النائب في البرلمان الايرلندي توماس جوولد يمثلني ، إيمريك كارون النائب في البرلمان الفرنسي يمثلني ، مانون اوبري عضو البرلمان الاوروبي يمثلني ، مانويل بمبارد النائب في البرلمان الفرنسي يمثلني ، سباستيان ديلوغو برلماني فرنسي يمثلني ، الما دي فو عضو البرلمان الفرنسي تمثلني ، كلير دالي البرلمان الاوروبي تمثلني ، البرلمانية الاسبانية ليون بيلارا تمثلني ، مايك والاس البرلمان الاوروبي يمثلني ، ايلسا فوسين نائبة فرنسية تمثلني ، هؤلاء وغيرهم من البرلمانيين الاوروبيين الذين انحازوا للحق والعدل وحقوق الشعب الفلسطيني نراهم نتابعهم ونحفظ اسماءهم ، هؤلاء فقط يمثلون احرار الامة ، اما مجلس النواب الاردني الذي كان يفترض انه يعبر عن نبض الامة لم يعبر الا عن مصالحه وحساباته وتوازنات راعاها لتأمين عودته واستمرار تحالفاته وزواجه العرفي مع السلطات ..
مجلس النواب الاردني التاسع عشر لم ينب عن الامة بل ناب كل عضو فيه عن نفسه باستثناءات معدودة ، ومع ذلك ينوون العودة ويشتغلون على ذلك من خلال احزاب انتسبوا لها او قاموا بتأسيسها لتكون رفاسا جديدا يعبد طريق عودتهم للعبدلي ..
وسط هذا الخذلان العظيم للقيمة والمبدأ والامة والاشقاء وسط هذه العدمية والتواطؤ والزيف والاصطناع ، لا يمكن ان يكون هناك ادق مما قالته النائب في البرلمان الفرنسي الما دي فو : وطني يؤلمني ...