عندما تزهر النار!!
بدأ انتصار المقاومة المؤزر في مفاجأة السابع من اكتوبر ٢٠٢٣، ذاك العبور المدهش الذي أفقد العدو المتغطرس السمع والبصر والفؤاد، حيث بات قادته يتصرفون بلا عقل وكأن المسّ أصابهم بمقتل. ولا عجب أيها الناس !!إنه الله وعباده الموحدون الذين عاهدوه مخلصين على انتزاع حقهم من عدو لا يفهم إلا هذه اللغة. وتوالت الانتصارات التي ساعد في تحقيقها: تفوق التكتيك، وصلابة الإرادة، وطبيعة الأرض وإمكانات أنفاقها الذكية.
لقد علمت المقاومة العالم دروساً في سياسة الحرب غير المتكافئة، وخطط التكتيك المنجز التي لا تعترف بالخوف وتشترط صفر المسافة، كما وألهمت أكاديميات الحرب العالمية بالخبرة المبدعة في : أصول التفاوض الناجح، والجرأة بالحق وعدالة القضية، والمواجهة العسكرية التي تمزج بين تكتيكات الكمائن المركّبة، والمواجهة بقتال الأشباح الخاطفة التي من شأنها جميعاً أن تعطّل ترسانة السلاح المتقدم، وتشتت تركيز العدو الجبان، وترهب عسكر المرتزقة.
شكرا أيتها المقاومة البطلة، لقد لطّخت سمعة جيش العدو الذي لا يقهر أمام العالم المخدوع، وأيقظت ضمير دول العالم الناعس، قريبهم وبعيدهم، الذي جافاه العدل، وسكن به الخوف والنفاق والمصالح !!
لا أتحدث بالسياسة، ولا أعرف أسماء الأحلاف وكيف تتبدل وتتداخل بالليل، وتتغير وتختلف بالنهار، لكن أقول وأُعبّر عمّا يجول في فكر الشعوب وقلوبها ونبض شارعها: إن شعوب العالم - شبابه ورجاله، ذكوره وإناثه،على اختلاف أديانه وأعراقه- كشف الحقيقة، وأدرك طرق العدل ومسالك الحرية والكرامة، الأمر الذي ترتب عليه خلع ثوب الخنوع، ولبس ثوب الرجولة، والجهر بكلمة الحق، ونبذ الخوف، فهم الرواية الحقة، وتصرف بمضامينها.
عندما يتحدث بعضهم عن الكف والمخرز تتصور أن أمر النظر لأعلى من مستوى النظر أمر مستحيل، بل إن فبه مخاطرة ثمنها الحياة ، لذلك من أجل السلامة يفضّل بعضهم النظر إلى مستوى القدم دائما، مع تفعيل قوة السمع، والإبقاء على ربط اللسان أو تفعيل مهارة الهمس البريء. لكن هذه الحرب العبثية " على رأي بعضهم " أسمعت ولأول مرة من بهم صمم على مستوى العالم، وقدّمت للعالم درساً مبدعاً يقول نعم!!! اليد قد تواجه المخرز، وقد تُحوّل فولاذيته إلى وحل واهن.
أيها الناس، الأجمل من النصر، هو الإحساس به، وتمثله، والتصرف بوحي منه، فصاحبه شامخ الرأس والفؤاد، ينظر الشمس،ويتمتع بالنظر للأعلى من دون تردد أو خوف. شكرأ غزة!! لقد قمت وتقومين بتجلية قدرة الله في الناس، والأحداث، وموازين القوى، وتحقيق وعده للصادقين معه بالحسنيين معا: النصر والشهادة.