زي مذيعة يفجر أزمة في تلفزيون السودان.. ومحتجون ينتفضون

في حادثة سلطت الضوء على التوترات الثقافية والهوياتية في السودان، أوقف محتجون غاضبون بث التلفزيون الرسمي في البلاد، بعد اقتحامهم، أمس الخميس، مقر التلفزيون في مدينة بورتسودان (العاصمة المؤقتة).

وطالب المحتجون بإقالة مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إبراهيم البزعي، على خلفية ما وصفوه بـ"التقليل من شأن أحد المكونات الإثنية في شرق البلاد"، بسبب ما أُشيع عن اعتراض البزعي على ظهور مقدمة برامج بزي شعبي "بجاوي" على الشاشة.

 

إلا أنهم عادوا لاحقاً وأخلوا المقر بعد اقتحامه، استجابة لطلب والي البحر الأحمر، متعهداً بالتحقيق السريع في الحادثة.

"هويتي ليست عيباً"

أما شرارة تلك العاصفة فتعود إلى كتابة مقدمة البرامج زينب إيرا على صفحتها الشخصية في فيسبوك منشوراً بعنوان: "هويتي ليست عيبًا"، ساردة ما جرى بينها وبين مدير التلفزيون.

وقالت إيرا: "أثناء تواجدي في استوديوهات تلفزيون السودان، الذي يفترض أن يعبر عن كافة أطياف المجتمع بتعددنا المميز، دار بيني وبين السيد البزعي مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حديثٌ، أعرب فيه عن غضبه من ارتدائي للزي (البجاوي) في القناة، وتحدث بأسلوب أدهشني وهدّد (بطردي) فقط لهويتي. دار الحديث بحضور بعض الزملاء الذين حاولوا احتواء الموقف وتجميل كلامه بأنه (لا يقصد)، ولكنه أصرّ على ذلك. وكان ردي بأن هذا الزي هو هويتي ولن أتنازل عنه. لم أكن أتوقّع أن أسمع حديثًا من شخص يشغل منصبًا حساسًا كإدارة الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون).

كما أضافت كاتبة في تعليقها: "أنا فخورة بالكربة والسديري، بالتوب والجلابية والعمّة، وأفتخر بكل زي سوداني يعبر عن السودانيين كلهم بتنوعنا الغني. أعتقد أن ما تمر به البلاد بحاجة لتكاتفنا كسودانيين ونبذ أي فكرة تهدد وحدة بلادنا".

المذيعة زينب ايرا
المذيعة زينب ايرا

التلفزيون يدافع

وكالنار في الهشيم، انتشر منشور زينب ليثير ردود فعل واسعة النطاق.

في المقابل، سارعت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إلى إصدار بيان توضيحي، في محاولة للتعامل مع الأزمة المتصاعدة، ونفت اتهامات المذيعة بإساءة مديرها العام إليها بسبب زيِّها،.

 

كما أشارت إلى أن الحديث جرى قبل 4 أشهر ولم يتضمن أي إساءة لأي مكون قبلي، معبرة عن استغرابها من إعادة إثارة الأمر الآن.

إلى ذلك، ذكرت أن الملاحظات كانت تتعلّق بالتحية باللغة البجاوية في الأخبار، ولم تكن تتضمن أي إساءة لأي مكون قبلي، مؤكدة احترامها لجميع المكونات القبلية في شرق السودان.

اقتحام مبنى التلفزيون
اقتحام مبنى التلفزيون

اقتحام المبنى

لكن بيان الهيئة لم ينجح في تهدئة الأوضاع، حيث اقتحم عشرات المحتجين مقر التلفزيون، فيما أمهل المجلس الأعلى لنظارات البجا، وزير الإعلام 24 ساعة لإقالة مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون من منصبه.

ثم غادر المحتجون لاحقا المبنى بعد طلب والي البحر الأحمر إمهاله ريثما يشكل وزير الثقافة والإعلام الاتحادي، لجنة تحقيق حول الواقعة المذكورة.

يذكر أن الأستوديوهات الرئيسية للتلفزيون الرسمي بالسودان، انتقلت إلى مدينة بورتسودان (العاصمة المؤقتة) بعد اندلاع الحرب في السودان واحتلال "الدعم السريع" للمقر الرئيسي بمدينة أم درمان إحدى المدن الثلاث المكوِّنة للعاصمة السودانية الخرطوم.