حكومة الخصاونة تأبى مغادرة الدوار الرابع قبل مراكمة المزيد من الاحمال الثقيلة على ظهور الاردنيين



كتب أحمد الحراسيس - 

وكأن حكومة الدكتور بشر الخصاونة، التي  تأبى ان تغادر قبل ان تترك علامات لا تمحى على حياة الناس ومستوى معيشتهم ، لم تكتفِ بالخرق الذي أحدثته في جيوب الأردنيين بتعديلها تعرفة الكهرباء قبل عامين، فذهبت باتجاه توسيع هذا الخرق من خلال إقرار تطبيق نظام التعرفة المرتبطة بالزمن اعتبارا من مطلع شهر تموز على عدة قطاعات.. فيما قالت هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن إن النظام سيشمل في مرحلة لاحقة الاشتراكات المنزلية.

وبحسب رئيس الهيئة، المهندس زياد السعايدة، فإن القطاعات المشمولة في المرحلة الأولى هي القطاع الصناعي الكبير، والصناعي الاستخراجي، والصناعي المتوسط، والاتصالات، وشحن المركبات بشكل عام، حيث ستنقسم فترات التعرفة إلى ثلاثة فترات؛ فترة خارج الذروة (5 فجرا وحتى 2 ظهرا)، وفترة الذروة الجزئية (2 ظهرا وحتى 5 عصرا، و11 مساء حتى الخامسة فجرا)، وفترة الذروة وتشمل الأوقات (5 عصرا وحتى 11 مساء)، حيث "سيكون سعر الكيلو واط خارج فترة الذروة أقلّ من السعر الحالي، والسعر في أوقات الذروة الجزئية مقارب للسعر الحالي، والسعر خلال فترة الذروة الجزئية أعلى من السعر الحالي".

السعايدة قال إن هذه العملية "تنظيمية وليست جبائية"، وإن المواطن يمكنه تنظيم استخدامه للتيار الكهربائي وفقا لأوقات الذروة والذروة الجزئية وخارج الذروة، متجاهلا أن المواطن "خارج أوقات الذروة أو في أوقات الذروة الجزئية" يكون إما في وظيفته وعلى رأس عمله أو يكون نائما!

ولنكن أكثر وضوحا، ونقرّب الصورة لبعض المسؤولين المنفصلين عن واقع الأردنيين، فإن استهلاك المواطن للكهرباء مرتبط بعدة استخدامات (الإنارة، الثلاجة، الغسالة، التلفاز، التكييف، أجهزة الحاسوب، الجلاية، الحماصة، وشحن المركبة)، فهل يمكننا أن نطلب من المواطن الذي غادر مقرّ عمله إلى منزله وقد غابت الشمس أن يمتنع عن إنارة منزله ولا يستخدم التلفاز ولا يستخدم جهاز التكييف ولا يستخدم جهاز الحاسوب إلا بعد الساعة (11)، ونطلب من السيدة العاملة أن لا تقوم بتشغيل الغسالة أو الجلاية أو الحمّاصة أو غيرها من الأجهزة الكهربائية إلا بعد الساعة (11) مساء؟! ثمّ ماذا عن مالكي المركبات الكهربائية الذي  تجاوز عددهم (100) ألف مواطن، هل سيضطر هؤلاء للسهر طيلة أيام السنة (صيفا وشتاء) حتى تدخل فترة الذروة الجزئية لشحن مركباتهم؟

الأنكى من ذلك هو حديث السعايدة عن كون "النظام الكهربائي في الأردن لا يشهد أي انقطاع، رغم وجود دول تقوم بقطع الكهرباء من ساعة إلى ثلاث ساعات"، وكأنّ الأصل في العالم هو قطع الكهرباء ونحن استثناء من ذلك، وكأن بلدنا عاش حربا مدمّرة، وكأنّ النظام الكهربائي كان يعاني من انقطاعات متكررة قبل عهد هذه الحكومة وقبل تسلّمه موقع مدير الهيئة!  التلويح بقطع الكهرباء اسوة بدول اخرى يدخل حديثا في قاموس هذه الحكومة المفلسة ،وكآن عدم قطعها يعد منحة حكومية يجب ان نحتفي بها ونقبل دونها اي رفوعات تفرضها هذه الحكومة العاجزة عن اجتراح اية حلول اقتصادية غير الركون لنهج الجباية الذي لا يحتاج لاي جهد ذهني ..  

هذه الحكومة، التي لم تترك مناسبة إلا وتبجّحت بها بعدم رفعها للضرائب، تجاهلت حقيقة أنها رفعت تعرفة الكهرباء قبل سنتين، وها هي ترفعها للمرة الثانية بشكل غير مباشر، وتجاهلت أنها رفعت تعرفة المياه، وتجاهلت أنها تركت المواطن دون حماية كافية في مواجهة ارتفاع أسعار السلع الأساسية وفي مواجهة ارتفاع فوائد البنوك.

يبدو ان الايام الجميلة التي وعد بها الرئيس سيرافقها قطع للكهرباء لساعات طويلة -اسوة بدول مجاورة - ، ايام سوداء ، كالحة الظلمة ، سيضطر فيها المواطن طوعا تنزيل قاطع الكهرباء لانه لا يستطيع ان يتحمل التعرفة الجديدة التي ستفرض .. لله دركم ايها الاردنيون كم من الاعباء ستتمكنون من حملها على ظهروكم المنحنية .

الله غالب