انهاء الذراع العسكري لحماس ليس احجية غير قابلة للحل



بعد تسعة اشهر من العدوان البربري على الابرياء في فلسطين المحتلة ، يخرج قادة الاحتلال بقناعة مفادها ان انهاء حماس غير ممكن ، وانها فكرة والفكرة لا يمكن محوها او الغاؤها بالقوة المادية العسكرية ..

وحتى لا نقع في مطب الاعتقاد ان قادة الكيان اقروا اخيرا بعجزهم عن الانتصار على حماس ، علينا ان نفكر جيدا بدوافعهم وماذا يريدون من هذه الاعترافات المتأخرة ..

القضاء على حماس او للدقة ذراعها العسكري كتائب القسام سهل وبسيط ولا يحتاج لخوض عدوان وحشي يذهب ضحيته عشرات الاف الابرياء ، تسقط خلاله المنظومة القانونية الدولية، يرسب فيه ضمير الانسانية في امتحان الانحياز للحق والعدل والحرية وحماية الحقوق الاساسية للانسان ، تنكشف فيه انحيازات كبريات وسائل الاعلام الغربية ويتحول فيه جميع العاملين في هذه المؤسسات الى مجرمي حرب ايديهم ملطخة بدماء الابرياء ، يفتضح فيه قادة او للدقة ساسة الغرب والشرق وكيف انهم جميعا باتوا دمى ، ادوات لا تملك من امرها شيئا امام غطرسة وجبروت وهيمنة الصهاينة الذين تغلغلوا في خلايا الانظمة السياسية وسيطروا على قرارها واستقلال مواقفها .

انهاء حماس وهي حركة مقاومة وطنية مشروعة اخلاقيا وقانونيا ، يكون بانهاء الاحتلال غير القانوني وغير الاخلاقي ، الموضوع بهذه البساطة ، الا ان هذه المقاربة يرفض العالم المتحجر ولا اقول المتحضر ان يراها و يعترف بها لان ذلك يغضب الصهاينة الذين يحملون الرموت كنترول ..

عندما يعترف قادة الاحتلال بان حماس لا يمكن القضاء عليها فانهم يضمرون شطرا مهما في هذه الخلاصة-فهم غالبا لا يعلنون عن حقيقة نواياهم الشيطانية ، حقيقة ما توافقوا عليه جميعا ، وباشروا في تنفيذه على الارض من استراتيجية عسكرية منذ اليوم الاول للعدوان الغاشم على قطاع غزة -، ان القضاء على حماس المقاومة بظنهم لن يتأتى الا بالقضاء على حاضنتها الاجتماعية ، القضاء على روح الشعب الفلسطيني المعنوية ، ابادة الاجيال التي سترفع راية المقاومة والتحرير ، ولذلك يجنحون بقصدية لا يمكن تجاهلها لارتكاب جرائم الابادة الجماعية وحرق غزة عن بكرة ابيها البشر والحجر والشجر .. هذا الكيان الاستيطاني التوسعي المارق لن يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني ابدا ، لن يقبل باقامة دولة فلسطينية كما انه لن يتوقف عند حدودها التاريخية بعد اقتلاع الشعب الفلسطيني وتصفية مقاومته واسباب بقائها..

ابادة الشعب الفلسطيني ومسح معالم وجوده او نزوحه الكامل هي غايتهم من هذه الحرب الاجرامية ، وهم ماضون في هذا المسار ، لذلك اعتبر نتنياهو وغيره من ساسة هذا الكيان من النازيين الجدد هذه الحرب هي حرب وجودية لا يمكن القبول بخسارتها ، ويدعمهم في ذلك الغرب المتوحش والشرق الغبي المتواطئ.

جيش الاحتلال وحلفاؤه يخوضون حربا غير قانونية على مقاومة وطنية مشروعة كفلها القانون الدولي، وهي حق اصيل للشعوب المحتلة والمضطهدة، ورغم هذا التوصيف الواقعي الدقيق للمشهد على بساطته -ولا نقبل بفرية انه معقد ومستعصي على الفهم- ، الا ان عمليات التزييف والتزوير والتضليل والتحريف والتجديف مستمرة ولا تتوقف رغم فداحة الاضرار ..

صمود الشعب الفلسطيني وبسالة المقاومة واقدامها وعزيمتها اربك مخططات العدو الصهيوني، وفرض عليه متغيرات جديدة لم يضعها بالحسبان ، ولذلك لا مفر من مراجعات عميقة وعودة للخلف واعتراف بالهزيمة النكراء...