لا تَقْطَعوا (شَعْرة مُعاوِيَة)

لا تَقْطَعوا (شَعْرةُ مُعاوِيَة)
"رِسالَةٌ فيْ كُلِّ اتّجاه"

لا تَقْطَعوهــا إِنَّمـا هِيَ شَعْـرَةٌ
يَبْـدو حَشـاهـا نازِفــاً وَمُجَرَّحــا

كَمْ أَلْجَمَتْ فِتَناً تَموجُ بِعصْفِها
خَوْفـأً على بابٍ لَهــا أَنْ يُفتَحــا

زَجَرَتْ سُيوفاً أَبغَضَتْ أَغمادَها
وَتكادُ في أَغمادِها أَنْ تَقْدَحــا

أَبْقَـتْ عَـدوّاً مِنْ عَـدوٍّ سالِمــاً
فَلَرُبَّمـا بَعْـدَ العَـداوَةِ أَصْلَحــا

لَوْ أَنَّهـا جَذَبَتْ بِكَفِّ حَكيْمِهـا
جَبَــلاً بِكُلِّ عِنـادِهِ لَـتَزَحْزَحــا

وَرَأَيْتَــهُ يَعْـدوْ وَيَتْبَـعُ ظِـلَّهــا
يَتَجاوَزُ الودْيانَ يَمْحو الأَبْطُحـا

لا تَقْطَعوهـا إِنَّمـا هُـوَ مَوطِـنٌ
يُمسيْ يُؤَمِّلُ رُشْدَكُمْ إِنْ أَصْبَحـا

كَتِفاهُ مُتْعَبَتانِ وَالظَّهرُ انْحَنىْ
لَمْ يَبْـقَ إِلّا أَنْ يَخوْرَ وَيُذبَحــا

وَطَني الّذيْ هَزَمَ الظَّلامَ وَقُبْحَهُ
يَومَ الكَرامَـةِ بِالرِّجـالِ تَسَلَّحـــا

ذَهَبَ الرِّجالُ وَأَفسَدَتْ غِلْمانُهُمْ
هَيْهاتَ مَنْ عَقَّ الحِمى أَنْ يُفْلِحـا