لقد أصبح واضحاً للعيان وبدون أية مواربة أو شكوك أن الكيان الصهيوني منذ السابع من اكتوبر المجيد، يشن حرب إبادة جماعية منظمة وممنهجة ضد الشعب العربي في غزة وفلسطين، وإن هذه المجازر التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني تزداد حدتها كلما شعر بالهزيمة والإخفاق والإحباط في ساحات وميدان القتال ضد المقاومة الفلسطينية الباسلة وذلك من خلال ممارسة ساديته في التفنن في قتل الأطفال والنساء وكبار السن والتنكيل بهم والتمثيل في جثثهم مستغلاً حالة الصمت الرسمي العربي.

إن قيام العدو الصهيوني في هذا اليوم في استهداف خيام نازحي منطقة المواصي في خان يونس جنوب القطاع بعدد من الصواريخ في هذه المنطقة السكنية الآمنة راح ضحيتها عشرات الشهداء وعشرات الجرحى وهي ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها مخيمات النزوح داخل قطاع غزة، وهذه الإعتداءات المبرمجة تزيد من حالة البؤس التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتضيف معاناة أخرى ووضعاً مأساوياً جديداً علاوة على ما يعانيه منذ أكثر من عشرين عاماً من الحصار الجائر والنقص في أبسط متطلبات الحياة اليومية من غذاء وماء ووقود ورعاية صحية وطبية.

إن هذه الأعمال البربرية والوحشية التي يقوم بها الكيان الصهيوني من تدمير للبشر والحجر والشجر وليس المقصود حركة المقاومة فقط بل هي حرب شاملة على الوجود الفلسطيني من أجل اقتلاعه من جذوره وتهجيره الى خارج القطاع إن ارتكاب المجزرتين اليوم في مواصي خان يونس ومخيم الشاطئ بغزة واستشهاد أكثر من مئة فلسطيني وإصابة أكثر من ثلاثمائة جريح حتى الآن، وفي ظل ادعاء الكيان الصهيوني أنه يستهدف بعض قيادي حركة المقاومة يمثل دعاية واهنة وخبيثة الهدف منها صرف الأنظار عن المجزرة التي ارتكبتها القوات الصهيونية في مناطق الخيام الآمنة، وحرف البوصلة وتبرير الهجوم وإدخال المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في حالة من الإضطرابات لتشتيت انتباههم وجهودهم التضامنية الداعية إلى إيقاف الحرب ومحاكمة مجرميها.

إن مسلسل الجرائم والامعان في القتل والتشريد يأتي برسم أمريكي غربي مباشرة وسط تقاعس العالم بما يسمى بالمجتمع الدولي.

ان المنتدى العالمي للوسطية أمام هذه الجرائم اللاإنسانية واللاأخلاقية يستنكر ويشجب مثل هذه الأعمال البربرية ويقف الى جانب حق الشعب الفلسطيني في الحرية والإستقلال وإزالة الإحتلال والمقاومة المشروعة ويدعو شعوب العالم الحر والمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام الحرة الدولية الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وتحشيد الرأي العام العالمي من أجل إيقاف هذا العدوان الغاشم والمجازر الوحشية التي ينفذها الكيان الصهيوني بدعم واسناد من الإدارة الأمريكية الرسمية والحكومات الغربية، كما أن المنتدى يدعو الشعوب العربية والإسلامية الى حشد التضامن ورفع الصوت عالياً وفضح هذه الممارسات العدوانية البربرية تجاه الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن من أبناء الشعب الفلسطيني، كما يدعو المجتمع الإنساني الدولي والإعلام الحر الى إطلاق مبادرات وحملات عالمية لإنهاء هذه الحرب وكسر الحصار المفروض على غزة وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية الغذائية والعلاجية والطبية والخدمات للمواطنين في القطاع المحاصر منذ عقدين وحتى تاريخه، وضرورة محاسبة وملاحقة قادة الكيان الصهيوني من خلال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وقرارات محكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب وإبادة جماعية، والدعوة الى التضامن الدولي افراداً ومنظمات حقوقية وإنسانية لوقف العدوان فوراً وبدون أية شروط.

عاشت فلسطين حرة عربية، وعاشت المقاومة الباسلة في غزة وفلسطين التاريخية، والمجد والخلود لشهداء أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم المدافعين عن القضايا الإنسانية العادلة.