محاولة اغتيال ترامب.. اعتراف بتقصير أمني ومعلومات جديدة عن المهاجم

نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر اعترافها بحدوث تقصير في مخطط تأمين التجمع الانتخابي الذي شهد حادثة إطلاق النار على الرئيس السابق دونالد ترامب، وتزامن ذلك مع تعزيزات أمنية قبل مؤتمر الحزب الجمهوري بميلوكي الذي سيشهد الإعلان الرسمي عن ترشح ترامب وتسمية نائبه قبل خوض انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويقول مكتب التحقيقات الاتحادي إنه يحقق في الواقعة التي حدثت يوم السبت خلال تجمع انتخابي لترامب في ولاية بنسلفانيا باعتبارها محاولة اغتيال، وأسفر الحادث عن إصابة ترامب ومقتل أحد الحاضرين في التجمع، كما أصيب اثنان آخران قبل أن يتمكن ضباط جهاز الخدمة السرية من قتل مطلق النار.

وذكرت المصادر التي تحدثت لشبكة "سي إن إن" أن جهاز الخدمة السرية لم يمشط المبنى الذي اعتلاه مطلق النار على ترامب، وكان يعتمد على الأمن المحلي لتنفيذ تلك المهمة.

وأوضحت أن منفذ الهجوم اشترى 50 طلقة من متجر أسلحة محلي قبل ساعات فقط من تنفيذ هجومه.

بدورها نقلت شبكة "إن بي سي" عن مسؤولين قولهم إنه لا توجد مؤشرات حالية على أن منفذ الهجوم الذي يدعى توماس ماثيو كروكس (20 عاما) كان يعاني من مشاكل في الصحة العقلية، وكان يعمل
مساعدا في دار لرعاية المسنين.


انتقادات للأجهزة الأمنية
وواجهت الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة انتقادات بسبب محاولة اغتيال ترامب، ورد على ذلك وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس وقال إن الادعاءات بأن السلطات رفضت تعزيز الأمن لترامب "لا أساس لها من الصحة وغير مسؤولة".

وتعهد الوزير بإجراء مراجعة أمنية لما حدث خلال التجمع الانتخابي لترامب وتقديم إجابات وافية عن تفاصيل الحادث.

من جانبها، أكدت مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل أن الجهاز سيتعاون بالكامل مع إجراءات التحقيق التي أعلنها الرئيس جو بايدن وأعضاء بالكونغرس بعد إطلاق النار على ترامب.

وقالت تشيتل إن الجهاز يعمل على تعزيز إجراءات تأمين ترامب والمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي، والذي يبدأ اليوم الاثنين ويستمر 4 أيام.

وأضافت في بيان "واثقون من الخطة الأمنية التي وضعها منسق شؤون المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري بجهاز الخدمة السرية بالتعاون مع شركائنا، والتي قمنا بمراجعتها وتعزيزها في أعقاب إطلاق النار يوم السبت".

وتابعت أن الجهاز أجرى تعديلات على إجراءات تأمين ترامب منذ يوم السبت للتأكد من حمايته خلال المؤتمر والفترة المتبقية من الحملة الانتخابية.

ودافعت تشيتل عن الجهاز في مواجهة الانتقادات التي اتهمته بعدم رصد المسلح، وقالت "تحرك أفراد الخدمة السرية الموجودون على الأرض بسرعة خلال الحادث، ونجح فريق
القناصة لدينا في تحييد مطلق النار ونفذ عملاؤنا إجراءات وقائية لضمان سلامة الرئيس السابق دونالد ترامب".

وانتشر الآلاف من عناصر الشرطة في شوارع ميلوكي، مع توقعات بحضور أكثر من 50 ألف مشارك في مؤتمر الحزب الجمهوري، وضع في محيط وسط المدينة سياج كبير يحرسه عناصر في جهاز الخدمة السرية.


"كان يفترض أن أكون ميتا"
وقال ترامب في مقابلة مع صحيفة "نيويورك بوست" من طائرته في طريقه لحضور مؤتمر الحزب الجمهوري "كان يفترض أن أكون ميتا". وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب روى "تجربة سريالية" وهو يضع ضمادة بيضاء تغطي أذنه اليمنى.

وسيكون الحدث الأبرز في مؤتمر الحزب الجمهوري إعلان هوية نائب دونالد ترامب إذا فاز في الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني. وتضم قائمة المرشحين للمنصب الكاتب الذي انتخب نائبا في الكونغرس جي دي فانس، وحاكم داكوتا الشمالية دوغ بورغوم والسناتور المؤثر من فلوريدا ماركو روبيو.

ويقدّر خبراء أن محاولة اغتيال ترامب يمكن أن تفيده انتخابيا، مستشهدين بسابقة رونالد ريغن الذي نجا من محاولة اغتيال عام 1981.

ويرى مارتن كوتلزر، المقيم في ميلووكي والمؤيد للجمهوريين، أن السباق إلى البيت الأبيض قد "حُسم"، واضاف لوكالة الصحافة الفرنسية "دونالد ترامب سيفوز، لأننا نميل دائما إلى الالتفاف حول من لحق بهم الأذى".

من هو المهاجم؟
تخرج كروكس من المدرسة الثانوية في 2022 وكانت سمعته طيبة، وعُرف بذكائه وهدوئه. وصفه مستشار التوجيه في مدرسته بأنه كان "محترما" وقال إنه لم يعرف أبدا انشغال كروكس بالسياسة.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي أمس الأحد إن حسابات كروكس الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي لا تحتوي على أي لغة تمثل تهديدا ولم يجدوا ما يدل على معاناته من مشكلات في الصحة العقلية سابقا. وقالوا إن كروكس تصرف بمفرده ولم يحددوا الدافع بعد.

المصدر : الجزيرة + الجزيرة + وكالات