الطفل "محمد بهار".. خصيم هؤلاء يوم القيامة!



حتى في حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة هناك خيار وفقّوس!

عندما يتعلّق الأمر بطفل غزّاوي، عندما يتعلّق الأمر بعربي أو مسلم، عندما يتعلّق الأمر بأيّ ملّة غير السيد الأبيض الغربيّ المتفوّق، عندما يتعلّق الأمر بـ "الحيوانات البشرية" و"الغوييم".. لا يعود ملاك بريئ مثل "محمد بهار" طفلاً يعاني من "متلازمة داون" أو "متلازمة الحُبّ" أو من "ذوي الهمم".. بل يصبح "منغوليّاً" فائضاً عن الحاجة، وفماً يأكل ولا يُنتج، و"ستوك" بشريّاً يعاني من خطأ مصنعيّ ليس له حرمة أو دية أو كرامة!

هذه هي "حضارتهم" وهذه هي حقيقتهم العارية!

في المرّة القادمة التي يأتيك فيها رجل أبيض أو امرأة بيضاء لينظّرا عليك ويزاودا عليك باسم حقوق الإنسان وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة من أولئك الذين يعملون في المنظّمات الأمميّة أو الـ (NGOs).. هلّا بصقت في وجههما!

هم آخر أناس يحق لهم التحدّث عن حقوق الإنسان أو المزاودة باسمها.. فليذهبوا ويبدؤوا بحكوماتهم العنصريّة ومجتمعاتهم العنصريّة وحضارتهم العنصريّة!

في ثقافتنا، يُطلق على الشخص الذي يعاني من "متلازمة داون" وصف "البركة"، وهذا وصف ينضوي على الكثير من معاني التكريم والتقدير.

فالبركة تكون من الله، وهذا الشخص البركة هو نعمة وفضل وهبة من الله، مَن جحد بها فقد فسق، ومَن آذاه فقد آذى الله!

والبركة تشير إلى البراءة والطهارة، واللتان تجعلان من هذا الشخص مغفور الذنب مرفوع القلم، وتجعلان منه موضوعاً وموضِعاً للتبرّك، وتجعلان منه ابناً لجميع بيوتات الحيّ تتولّاه بعنايتها وينكشف على عوراتها وأستارها.

والبركة تعني إسباغ الرزق، أي تماماً ضدّ النظر للشخص البركة باعتباره عالةً أو عبئاً على أهله ومجتمعه!

لكن الأسف، أذناب الآخر الغربيّ أو المنبهرين به حد الانسحاق، لا تعجبهم مثل هذه التسميات "البلدية" غير المتحضّرة، ويلهثون وراء معجم مصطلحات السيد الغربيّ وترسانة خطابه وإنشائه التي تسقط جميعها عند أول اختبار حقيقيّ!

ويلٌ لجميع العاملين في مجال حقوق الإنسان وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في هذا العالم الأفّاق الكذّاب؛ فالطفل الغزّاوي "محمد بهار" هو خصيمهم يوم القيامة!