أحزاب البزنس وانتخابات العهد الجديد
منتصف أيلول 2024 سيتم إجراء الإنتخابات النيابية لتزاوج لأول مرة بين القوائم الحزبية والقوائم المحلية وهي الخطوة الأولى في الطريق الاصلاحي نحو انتخابات نيابية بقوائم حزبية تشكل ثلثي المقاعد بعد أربعة اعوام و ستكون أساسًا لتشكيل كتل نيابية حزبية وربما حكومات حزبية .
ونحن على ثقة من حسن النوايا عند عقل الدولة لأن الضامن هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله.
ولكن المشكلة التاريخية التي تحدثنا عنها مطولا هي سلوك أصحاب رؤوس الأموال وعشاق السلطة التي تحمي مصالحهم على حساب مصالح المواطنين وهمومهم وتطلعاتهم ومستقبلهم. فقد سارع معظمهم لركوب الموجة في تشكيل الأحزاب السياسية والقوائم المحلية والحزبية وهم ذاتهم من يقاتلون لتوريث المواقع والمناصب وأخيرا المقاعد النيابية بالوعود بمواقع في السلطة او بمنافع مالية أو تعيين محسوبين وأبناء واشقاء على رأس قوائم أحزاب هم بذاتهم شكلوها باموالهم خدمة لمصالحهم وهي تشوهات ستضرب صلب عامود الإصلاح المنشود إن لم تضرب بيد من حديد .
وهنا فلن اتوقف كثيرا عند خبرة هذه المجموعة وفكرها ونوعية تحالفاتها فهي جلية واضحة كالشمس في تموز. وانما سأتحدث مع المواطن ولست مرشحا : فكر كثيرا، وليس فقط مرتين قبل أن تتخذ موقفا ما، أو خيارا ما، او حتى فكرة مهما حاول البعض أن بقدم لك هذه الفكرة.،فهو يتحدث عن غيبيات لا يملك من معالمها أية تفاصيل حاسمة وعملية وعلمية نظرية أو تطبيقية،أو أية قواعد يمكن الإعتماد عليها في الحكم، من هنا اؤكد أن بين المبادئ والقيم وغيابها، مساحة تمتد، وعوالم تتحرك، وأناس ينتقلون من بعد لآخر، وكلام يتناثر بين التفاصيل، والغائب في الغالب هو الروح التي قدست المبادئ والقيم، وحافظت على الانتقال بين عالم الماديات وعالم المثاليات، ولذلك فإن أخطر ما يواجه العمل النضالي في الواقع هو أؤلئك الممثلون الكمبارس الذين يلعبون ادوارهم في الخفاء وينسجون تحالفات المصالح ويتبادلونها بينهم.
وهنا ولتعقيدات هذه المسائل وفهمها وفهم طبيعة التناقض القائم بين الفكر المبدع والخلاق الذي تطرحه نظرية الحرية والديمقراطية من جهة , وبين كافة العقائد البالية التي تجسدها ثقافات المنفعه السائدة في شتى صورها من جهة أخرى وآخرها ما نسمعه عن الانتخابات وثمن المقاعد الانتخابية وطبيعة التحالفات، نستدل عبر كافة التراكمات التاريخية المعوقة لتأكيد وترسيخ فكر الحرية الإنساني الممثل لفكر الشعب , أنه في حال العجز عن استيعاب اي فكر جديد ينطلق هؤلاء الممثلون لادوارهم الحقيقية كما عاشوها في واقع الماديات الفارغ بعيداً عن حرفية السياسة وإبداع المناضلين المنافحين عن الحرية، فتستهويهم موائد الحفلات ومهرجانات التسوق ودسائس الحياة وفعاليات مصورة وموائد السوشال ميديا وهي ليست كذلك بل مهرجانات تصوير ودعاية لا غير، أو حفلات استقطاب مدفوعة الثمن، ولا يهمهم حراك الشارع وقضايا الناس المطلبية من بطالة وفقر وعجز مالي، ويذهلك البعض وانت الخبير لعقود في معظم المجالات بأن البعض يقدم الوعود بتقديم الحلول لكل المشاكل بما فيها التخوفات من عدم وجود قواعد للذكاء الاصطناعي.
على كل حال استكمل في الحديث عن نظرية الحرية فستظل ممارسة السياسيين حيالها غير فاعلة الأمر الذي يحتم بالضرورة التأكيد على فهم طبيعة التناقض القائم بينها وبين القوى المعادية لها , وهذا لن يتأتى إلا عن طريق التعمق في الدراسة والتحليل لنظرية الحرية ذاتها وبشكل علمي سليم بعيداً عن الدراسة العشوائية والعاطفية والتحليل السطحي لها ،مؤكدين على دور المبشرين بالفكر القائم على نظريات واضحة تتفهم الخصوصية الأردنية وتدرجها الحكيم ورواده ،انطلاقاً من الفهم العميق أيضا لدورهم ضماناً لقبول الدور على قاعدة الفهم ليسهل فهم السلوك مما يسهل فهم وقبول الفكرة.
إن تحديات الفكرة تتطلب من متبنيها الصبر والمثابرة والوعي بمتغيرات العالم الخارجي وتوازنات الحياة، وتطورها المتسارع وحاجة المجتمع للتجديد في إطار وحدة الفكرة خوفاً من التمزق والضياع ،متقبلين التباين أحياناً في وتائر العمل و الاهتزازات التي تحصل ، تمهيداً لمعالجة الخلل والتغيير ضمن المنهج الواحد واكتساب المجتمع لروح الفكر الجديد المبشر بحضارة جديدة لها قواعدها ومفاهيمها ، بدل الاشكال البالية الذي أصبح فيه حتى العمل الحزبي والعام توريث ويعتمد المال كمجسد للنجاح السياسي الكاذب وهو في حقيقته تشويه كامل للعمل الحزبي.
لن اكيل المدح لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ولكنني أحترم شكل إختيار مرشحيهم للانتخابات ولذلك كان اختيار يميني بعمر 28عاما في فرنسا وبصرف النظر أنه لم يحقق الاغلبية ولكنه ضاعف مقاعد حزبه وفي أمريكا انسحب بايدن بقرار حزبي وتم ترشيح كاميلا هاريس وليس ابنة بايدن.
بإختصار لا تتحمل الدولة الأردنية الخلل وإنما ما يسمى أحزاب البزنس.