المساءلة في الإقتصاد والسياسة والأمن
أحببناهم أم كرهناهم ولنا كلّ الحق في الأخير ، لكنّ استجواب لجنة " المحاسبة والإشراف " في مجلس النواب الأمريكي لرئيسة جهاز الخدمة السرية الأمريكي المكلف بحماية قادة أمريكا حول محاولة اغتيال ترامب ، واضطرارها للإستقالة تحت ضغط المستجوبين من الحزبين ، يشير إلى أحد جوانب قوة النظام الأمريكي عندما يفعّلوه وفقا لمبدأ " المساءلة " ، حيث استعمل المشرعّون المستجوبون لرئيسة الجهاز لغة ولهجة وأسلوبا قد نستهجنها نحن في البلدان الأخرى ونراها حدثا غريبا لا يليق بسيدة ولا بمسؤول / ة ولا بمكان الإستجواب ، لكنهم أدرى منا بنظامهم وآلية عمله ، ما يدفع للتساؤل حول آلية عمل حكوماتنا : وهل نحن الأردنيون طيبون ؟ وأكثر من اللازم ؟ فنتنازل عن مساءلة المسؤول المخطئ ؟ أم أن المسؤول يستخف بنا ؟ أم أنه يراهن على طيبتنا ؟ أم الإثنتين معا ؟ أسئلة قد يدرسها المختصون ومراكز البحث الأردنية ، لأن المسؤول في حكومتنا يترك اختلال الخزينة العامة أمام ناظريه دون أن يحرك ساكنا ويغرقنا في الدين ، وفي إحدى الحكومات أعلمنا أن الدينار سينهار إن لم يرفع الدعم عن بعض السلع ، وآخر أعلمنا أن اقتصادنا في غرفة الإنعاش ليعود بعد أسابيع ويعلمنا أن اقتصادنا انطلق للنمو ، ووزير لوزارتين هامتين وقف في مناسبة عامة يقرأ من ورقة أمامه لا علاقة لها بالمناسبة ، وعندما لاحظ ابتسامات الحضور وعرف سبب ابتساماتهم سألهم : خبروني شو موضوع المناسبة وأنا أجتهد بالكلام حوله. طيبون أم لا ، والله ما أنا داري .