على هامِشِ جِراحِ غَـزَّة
أَلا رُبَّ جُرحٍ لَيسَ يُدرَكُ غائِرُهْ
... بِقلْبِ شَجيٍّ لا يُلاحَظُ ظاهِـرُهْ
يَرُدُّ دُموعَ العَيْنِ لِلعَيْنِ عِفَّـةً
... وَيَكتُمُ حتّى لا تَبيْنَ مَشاعِـرُهْ
رَمَتْـهُ الّلياليْ بِالرَّزايـا وأَثْقَلَــتْ
... فُؤاداً فَتيَّــاً شَيَّبَتــهُ سَــرائِـرُهْ
وَيَضْحَـكُ فيْ وَجْهِ الزَّمـانِ تَصَبُّـراً
... وَإِنْ أَحكَمَـتْ كَيْــدَ الزَّمانِ دَوائِـرُهْ
وَأَعذِرُ قَلْبيْ إِنْ سَــلا وَجَعــاً بِـهِ
... وَما أَنا فيْ أَوْجــاعِ غَــزَّةَ عاذِرُهْ
فَغَزَّةُ طُوفــانُ المَواجِــعِ كُلِّهــا
... وَغَــزَّةُ بُركــانُ الأَســى وَمَصــادِرُهْ
وَغَــزَّةُ شِريــانُ الرُّجولَــةِ كُلِّهــا
... سَيَبْقى دَفْوقَـــاً لَوْ تَقَطَّــعَ سـائِــرُهْ
لِغَزَّةَ جُــرْحٌ لا يَجِــفُّ نَزيْفُــهُ
... تَقاطَـرَ مِنْ عَمَّـانَ في النِّيْـلِ آخِــرُهْ
وَأَبْشَــعُ جُـرحٍ في الزَّمــانِ تَنالُــهُ
... بِكَـفِّ شَقيْقٍ لَسْـتَ أَنتَ تُحـــاذِرُهْ
جِراحُ الأَعاديْ لا يَطـولُ شِفاؤُهـا
... كَغيْـمٍ بِصَيْـفٍ ما أَصابَـكَ ماطِــرُهْ
وَتَبْقى جِــراحُ الأَقربيْنَ نَديَّـــةً
... بِقَلْـبٍ يُقَطِّعُـهُ الأَســى وَيُخامِـــرُهْ
إِذا قَوْلُ بَعْضِ الشِّعْرِ تُؤْذيْ حُـروفُهُ
... وَتُخْشــىْ قَوافيْــــهِ فَإِنّيَ شــاعِـــرُهْ
فَلَسْتُ أَرى في الشِّعرِ إِلّا هَويَّتيْ
... وَأَلحانُــهُ جَيْــشٌ تَمــوجُ عَساكِـــرُهْ
يَمـوتُ مِنَ الشِّعرِ الكَثيْرُ وَيَنْمَحيْ
... وَما زالَ بَعْــضٌ ما تَغَيَّـرَ حاضِـــرُهْ
سَأَبقىْ فَتاكِ يا فِلِسْطيْنُ فارِسَاً
... يُنافِـحُ عَنْـكِ صَوتُــهُ وَأَظافِـــرُهْ
وَمِثْلــي مَلاييْـنٌ تَموْجُ بِقَهْرِها
... سَنَزْحَفُ يَوْمَــاً قَـدْ أَطَلَّــتْ بَوادِرُهُ
نُذيْقُ بَنيْ صَهيْونَ خَسْفَاً بِخَسْفِهِمْ
... وَمَوْتــاً زُؤامَــاً عَــزَّ تأَتيْ نَظــائِــرُهْ
* القصيدة ألقاها المجالي في أمسية الأحد 28/7/2024 في دارة الشّعراء.. صور أسفل المساحة الإعلانية..