الكلام عن لبنان والعين على غزّة!



الحذر الحذر،،،

التهويش مع المطمطة التي يمارسها الكيان الصهيوني حالياً فيما يتعلّق بالجبهة اللبنانيّة لا ينبغي أن تلهينا وتلفت أنظارنا عمّا يحدث في غزّة، ومعركة "كسر العظام" الشرسة التي تجري حالياً على الأرض في "خان يونس" على وجه الخصوص وغيرها من مناطق القطاع.

حديث الكيان عن هجوم وشيك على لبنان، واشتباك محدود لعدّة أيام (شوف الوقاحة)، هو غالباً لخلق حالة من التشتيت والتعتيم يستغلّها الكيان للخروج من ورطته الحاليّة في غزّة، وإنقاذ عصابات جنده ومرتزقته التي وصل إخفاقها حافة الانهيار، وذلك من خلال الذهاب بسياسة "الأرض المحروقة" (وهي سياسية أمريكية خالصة) إلى أقصى مدى عبر مجازر تفوق كلّ ما تمّ اقترافه لغاية الآن، ودكّ و"حراثة" أرض غزّة وأنفاقها بأسلحة الدمار والأعماق الأشد فتكاً التي عاد بها مجرم الحرب "نتنياهو" من جولته الأمريكيّة من أجل "إنجاز المهمّة"!

هل يعني هذا أنّ الكيان الصهيوني لا يريد حقّاً الاشتباك مع "حزب الله" والدخول في مواجهات مع بقية جبهات المقاومة؟

لا، فالحرب مع "حزب الله" قادمة لا محالة، وأمريكا لن ترضَ أن تبقى قوة بحجم "حزب الله" وإمكاناته وموارده جاثمةً وسط النفوذ الأمريكي بشركاته ولوبياته وترتيباتهم المزمعة للمنطقة، حتى لو استدعى ذلك حرق "إسرائيل"، هذا الكيان الوظيفي، في سبيل القضاء على "حزب الله" أو على الأقل إضعافه!

لكن المواجهة الحالية مع "حزب الله" هي ليست هذه الحرب القادمة، وإنّما هي مجرد مناورة، على الأقل هذا ما يدور في بال عصابة الحرب الصهيونيّة، في حين أنّ عين الكيان الشيطانيّة هي في حقيقة الأمر على غزّة بكونها "الأصل"، وبكونها الجبهة الرئيسية، وبكونها عنوان هزيمة الكيان وانتهاء دوره الوظيفي، وبكونها "بيضة القبان" و"مفتاح العَقْد" بالنسبة لمحور المقاومة برمّته، وأيضاً بالنسبة للمخططات الأمريكيّة للمنطقة.

المدهش هو نَفَس الغطرسة والعنجعيّة التي يصرّ الكيان على الحديث بها، وإنجراف وسائل الإعلام الغبيّ وراء هذه الغطرسة والعنجهيّة، وكأنّ لبنان حديقة خلفيّة لحضرة جناب الكيان، وكأنّ ضرب لبنان أو عدم ضربه هو حقّ مشروع و"تحصيل حاصل"، وأنّ المسألة هي مجرد مسألة ترتيبات وتفاصيل وفق ما يرتأيه الكيان مناسباً من حيث الزمان والمكان والكيفيّة، ومن جملة ذلك حديث الكيان الصفيق عن اشتباكات لعدّة أيام لا ترتقي إلى مستوى الحرب، وكأنّ المقاومة اللبنانية تعمل وفق المشيئة الصهيونيّة تحارب عندما يريد وتتوقف عندما يريد!

لكن في المقابل هذه الغطرسة والعنجهيّة المشفوعة بالمكابرة والإنكار ستكون بمشيئة الله مقتل الكيان الصهيوني وعنوان نهايته، خاصةً في حال فتح على نفسه "عش الدبابير" اللبناني، وساعتها لن ينفع الكيان رهانه على أنّ أمريكا وحلفائها وقطاريزها الإقليميين سيهبّون لنجدته، فأمريكا حتى ما قبل 7 أكتوبر كانت قد شرعت بالفعل بتفكيك الكيان عبر إدماجه، وترقية "إسرائيل جديدة" في المنطقة ترث دور الكيان الوظيفيّ وتكون امتداداً له وتوسيعاً لنطاقه وتدار مباشرة عبر الأمريكي!

المهم في كلّ ما تقدّم أن ننتبه في هذه المرحلة، وألّا ندع أي حدث يقع في لبنان أو غيره من الجبهات ينسينها ما يجري في غزة، وألّا نسمح للإعلام الغربي العدو والإعلام العربي العميل والذباب الإلكتروني أن يحرفوا أنظارنا وبوصلتنا عن غزّة بكون غزّة في الصراع الحالي هي المبتدا والمنتهى وعندها الخبر اليقين!