"العلاقات السياسية والدبلوماسية في عهد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم" ندوة فكرية في الجامعة الهاشمية


 في غمرة احتفالات الأسرة الأردنية بمناسبة اليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم على العرش، نَظَّمَت الجامعة الهاشمية بالتعاون مع إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون ندوة فكرية بعنوان: "العلاقات السياسية والدبلوماسية في عهد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم" والتي تحدث فيها نخبة من الدبلوماسيون وأساتذة العلوم السياسية الذين أكدوا على أنَّ ثوابت السياسية الخارجية الأردنية والدبلوماسية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وعلى مدار (25) عامًا ارتكزت على تحقيق المصالح الوطنية العُليا والدفاع عن الحقوق العربية وتعزيز التضامن العربي.

وقال الأستاذ الدكتور خالد الحياري رئيس الجامعة الهاشمية إن الانجازات الدبلوماسية الأردنية في عهد جلاله الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وضعت الأردن على خارطة صنع القرار العالمي بفضل الرؤى والحكمة وبعد النظر التي يقدمها جلالته وحرصه على الارتقاء بمستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية المبنية على الاحترام المتبادل وتعزيز القواسم المشتركة مع دول العالم الشقيقة والصديقة.

وأشار إلى ما قامت به الدبلوماسية الأردنية من توضيح صورة الإسلام السمحة الحقيقية وكذلك القضايا والهموم العربية الحاضرة على الدوام أيضا في كافة لقاءات وخطابات جلالة الملك وعلى رأسها القضية الفلسطينية حيث كرست الدبلوماسية الأردنية وعلى مر السنين جهودها واتصالاتها لحمل القضية الفلسطينية إلى جميع المحافل الدولية، لقناعتها وإيمانها بحق الشعب الفلسطيني، وبأن قضيته هي قضية الأردن وشعبه، حيث يؤكد جلالته على الدوام على أولوية اقامة الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني مطالبا بإحقاق الحق وضرورة إنهاء العدوان الصارخ والحصار الظالم ورفع المعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

وأكد الدكتور الحياري على أن مسيرة وانجازات الدبلوماسية الأردنية اكتسبت احترام ودعم من العالم أجمع حتى أضحت المثل والقدوه إذ استطاعت من خلال جهود جلالته الحفاظ على أمن واستقرار الساحة الداخلية والمضي قدما في التنمية والتحديث.
وقال الدكتور جمال الشلبي أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الهاشمية خلال إدارته الندوة الفكرية: إن اختيار الجامعة الهاشمية لعقد هذه الندوة جاء تأكيداً لدورها وتعاونها مع إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون، لافتاً إلى أن عقد الندوات الفكرية الوطنية يسهم في رفع مستوى الوعي الفكري والثقافي والسياسي لدى طلبة الجامعة وتعريفهم بما يدور من أحداث عربية وعالمية خلال هذه المرحلة من تاريخ أمتنا.

كما تطرق الدكتور الشلبي خلال الندوة إلى أن استقرار الأردن ورغم الظروف والصراعات المحيطة به جاء نتيجة جهود جلالة الملك عبدالله الثاني وقيادته الحكيمة وعزيمتة وانتماء الأردنيين لوطنهم وولائهم لقائدهم قد حافظ على الأردن واحة أمن واستقرار وسط محيط ملتهب بالصراعات.

وقال الدكتور عطالله السرحان رئيس قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة الهاشمية إن احتفال الأسرة الأردنية بمناسبة اليوبيل الفضي تحمل لنا الاعتزاز والفخر بما تحقق وانجز في وطننا الحبيب بقيادة سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني في مختلف المجالات ووعلى كافة الصعد وفي جميع أرجاء الوطن الغالي.

وأضاف خلال حديثه حول مرتكزات السياسية الخارجية الأردنية أنها تستند على مجموعة من المرتكزات تتصل في استمرارية النهج الهاشمي في نظام القيم الإصيلة المستمدة من الرسالة الإسلام الخالدة التي تقوم على التعاون الإنساني والاحترام المتبادل وحفظ كرامة الإنسان وكذلك التزام الأردن بالعمل العربي المشترك فجلالة الملك عبدالله الثاني رافع راية التضامن العربي والمدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه، والحفاظ على استقلال الأردن وحماية أمنه، وإقامة علاقات متوازنة مع مختلف دول العالم.

قالت الدكتورة نادية سعدالدين الأكاديمية ومديرة تحرير الشؤون الفلسطينية في جريدة الغد، إن الأردن يعتبر القضيةَ الفلسطينية قضيتَه المركزية الأولى، وينظر إليها بوصفها أولوية في سياسته الخارجية، ويرى فيها قضيةً محوريةً لأمن المنطقة، يمثّل حلُّها مفتاحَ السلام والاستقرار في العالم. وأضافت إنّ مواقف المملكة، بقيادة الملك عبدالله الثاني، ثابتةٌ وواضحةٌ، بضرورة حلّ الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تلبية طموحات الشعب الفلسطيني وتطلُّعاته، وأبرزها حقّه في التحرُّر من الاحتلال، وإقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس.

وأوضحت أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس حافظت عليها وعلى عروبتها، وعملت على إعمارها ومنع تهويدها. وقالت الدكتورة سعدالدين إن الجهود الأردنية الدبلوماسية، للدعوة لوقف حرب الإبادة الجماعية على غزة، وأهمية التهدئة والدفع باتجاه حل عادل للقضية الفلسطينية، "أثرت بشكل ملحوظ" على مواقف العديد من الدول الغربية بشأن وقف إطلاق النار. كما بيَّنت بأن الأردن كان من أوائل الدول التي ساهمت في إجهاض المخططات لتهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة.

وتحدث الدكتور عادل محمد العضايلة الباحث في العلاقات الدولية والدبلوماسية/السفير السابق حول العلاقات الأردنية مع الاتحاد الأوروبي مشيرًا إلى جهود جلالة الملك في ترسيخ الشراكة الأردنية الأوروبية الشاملة والديناميكية التي تتجاوز الحدود التقليدية لتشمل طيفًا واسعًا من القطاعات والمبادرات التي تهدف إلى المنفعة المتبادلة ومعالجة التحديات المشتركة.

وأضاف أن الدور الاستراتيجي للأردن يكمن في مفهوم "قوة السياسة وليس سياسة القوة" فقوة السياسة مرتبطة بالحكمة والاعتدال في التعامل مع الأخر وحل الخلافات بالطرق السلمية والحوار والإقناع، إذ قام الأردن بقيادة الملك بتأصيل علاقاته استنادا إلى مصالح طويلة الأمد، فقد ساهمت زياراته إلى المفوضية الأوروبية والعواصم الأوروبية في تعزيز العلاقات السياسية مع الدول الأعضاء فيها. كما تركزت جهوده على حل الصراع العربي الإسرائيلي الذي يشكل قضية مركزية للأردن سواءا في العلاقات الثنائية مع الدول الأوروبية أو في البعد المتعدد الأطراف في الحوار الأورومتوسطي.

وتحدث الدكتور محمد جمال الخريشة رئيس قسم العلوم السياسية بالجامعة الأردنية حول الثابت والمتحول في علاقة الأردن بالولايات المتحدة الامريكية، حيث أشار إلى أن العلاقات الأردنية الأمريكية تتسم بدرجة من المرونة والتوازن والتعاون بين الجانبين إذ استطاع الأردن بالرغم من فارق حجم القوة من استثمار هذه العلاقة لصالح تحقيق المصالح المشتركة والدفاع عن الحقوق العربية المشروعة مستذكرًا العديد من المواقف الأردنية التي اتخذ فيها الأردن مواقف مغايرة للموقف الأمريكي إذ رفض الأردن صفقة القرن بالرغم من العلاقة الاستراتيجية بين البلدين وفي غيرها من القضايا، مبيّنًا حرص جلالة الملك عبدالله الثاني في زياراته إلى الولايات المتحدة الامريكية على ضرورة أن تتحمل الولايات المتحدة مسؤولياتها في وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطني والتقدم في مسار حل الدولتين.

كما تحدث عن دور جلالة الملك عبدالله الثاني الدبلوماسي الذي أسهم في تعزيز المكانة العالية التي يتمتع بها الأردن من احترام وتقدير عالميين وإقامة علاقات تعاون مع مختلف القوى العالمية انطلاقا من تمسكه بجملة من المبادئ والقيم التي تستند على الوسطية والاعتدال والانفتاح والمحافظة على الاستقلالية.