العشاء الأخير وحظر روسيا من الأولمبياد ومهزله نتنياهو أمام الكونغرس

 
 
ما حدث في حفل افتتاح الأولمبياد مؤخراً في باريس يعد كارثة بحق كافة الأديان وخاصة الديانة المسيحية، إن تحويل حدث رياضي عالمي إلى منصة للإساءة إلى معتقدات دينية يثير تساؤلات حول مدى احترام القيم الإنسانية المشتركة.
 
فسواء كنا نتحدث عن رمزيات لوحة "العشاء الأخير"، أو عن الإساءة الدينية في حفل افتتاح الأولمبياد، نجد أنفسنا أمام مشهد متشابك من القضايا الإنسانية التي تستحق التأمل والنقاش.

حظر روسيا من المشاركة في الأولمبياد يثير الكثير من الجدل، حيث يعتبره البعض عقوبة سياسية تهدف إلى عزل روسيا دولياً بعد حربها مع أوكرانيا. ام ازدواجية المعايير الغربية في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية والإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة.

فبينما يتم فرض عقوبات صارمة على روسيا، تستمر إسرائيل في تلقي الدعم السياسي والعسكري على الرغم من الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان والقانون الدولي في غزة وفلسطين المحتلة، ازدواجية المعايير هذه تثير تساؤلات حول مصداقية النظام الدولي القائم، ومدى فعالية العقوبات كأداة لتحقيق العدالة الدولية.
 
مهزلة خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي
أثار الكثير من الجدل والتساؤلات حول طبيعة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. الخطاب، الذي استمر لمدة 55 دقيقة، شهد وقوف أعضاء الكونغرس وتصفيقهم له حوالي 50 مرة، بمعدل تصفيق كل دقيقة تقريباً.

التصفيق الذي يبدو غير طبيعي يثير تساؤلات حول مدى استقلالية المشرعين الأمريكيين في التعبير عن آرائهم الحقيقية.

إضافة إلى ذلك، يعكس التصفيق الحماسي لنتنياهو قدرة اللوبي الإسرائيلي على التأثير في السياسة الأمريكية.

الدعم الأمريكي الغير مشروط لإسرائيل ومدى النفوذ الذي تتمتع به إسرائيل بالسياسات الأمريكية يشجع الحكومة الصهيونية على اتخاذ مواقف أكثر تصلباً في قضايا النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

تعكس هذه المواضيع التفاعلات المعقدة بين السياسة والدين والفن. فسواء كنا نتحدث عن رمزيات لوحة "العشاء الأخير"، أو عن الإساءة الدينية في حفل افتتاح الأولمبياد، أو عن حظر روسيا من المشاركة في الأولمبياد، أو عن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، نجد أنفسنا أمام مشهد متشابك من القضايا الإنسانية التي تستحق التأمل والنقاش. إن احترام المقدسات الدينية والثقافات المتنوعة ليس فقط واجباً أخلاقياً، بل هو أيضاً أساس لتحقيق التفاهم والسلام العالمي. يجب علينا كمجتمع عالمي أن نتعلم من هذه الأحداث ونسعى نحو تحقيق العدالة والمساواة في التعامل مع القضايا الدولية، مع مراعاة القيم الإنسانية الأساسية التي توحدنا.


كابتن اسامه شقمان
.