اغتيال اسماعيل هنية.. من يختار درب الجهاد يعرف أنه مشروع شهيد
عظم الله أجر الشعب الفلسطيني، وعظم الله أجر محور المقاومة، هذا قدر الشعب الفلسطيني، أن يودع الشهيد شهيدا، واليوم نودع أبو العبد شهيد فلسطين، شهيد الأمة العربية، شهيد كل الأحرار في هذا العالم.
لا أعتقد إطلاقا أن أبو العبد اعتقد ولو للحظة أن الشهادة بعيدة عنه، فمن يختار درب النضال والجهاد يعرف أنه مشروع شهيد، فهذا العدو بني على الإرهاب وسلك مسلك الإرهاب، هذا العدو اعترف أن قيام كيانه تم على أساس التطهير العرقي، وبعد قيامه كانت الاغتيالات في صلب سياسته واستراتيجيته ضد الفلسطينيين والعرب.
لم يترك عالما عربيا يمكن أن يساهم في تعزيز مقدرات وطاقات الأمة إلا واستهدفه، ولنا النماذج الكثيرة على ذلك.
بريطانيا تتبعت مسار عز الدين القسام حتى قتلته عندما رأت فيه صفات القائد الذي يمتلك رؤية وأسلوب لتعبئة الجماهير بعكس القادة الآخرين.
كان مسلسل الشهداء القادة كثيرا، وكان شعبنا معطاء يقدم الشهيد تلو الشهيد من اجل فلسطين وحريتها،
أكثر ما يلفت الانتباه في مسالة استشهاد القائد إسماعيل هنية، أن من كانوا دوما ضد المقاومة ومع الصلح والتطبيع مع الكيان الصهيوني وجدوا في استشهاده في طهران ضالتهم في الكشف عن حقدهم لكل جهة مقاومة تحت ذرائع شتى.
لذلك راحوا يشيعون الاتهامات والتشكيك بموقف إيران، فعلا صدق من قال اذا أردت هزيمة عدوك، اصنع له عدوا وهميا، وهذا ما حصل اندفعت الغوغاء تهاجم إيران بل من مهاجمة العدو الحقيقي.
أنا أعتقد جازما أن استشهاد السيد فؤاد شكر والأخ إسماعيل هنية وهذه العربدة الإسرائيلية المدعومة أمريكيا ستنال جزاءها استراتيجيا ومرحليا.
مرحليا سيتم الرد عليها وبشكل اقوى مما نظن وبشكل مباشر وسريع، وسيتم الرد استراتيجيا من خلال استمرار الاشتباك معها حتى يتم هزيمة المشروع الصهيوني كاملا.
إن الشامتين سيتم عزلهم وقصاصهم تماما مع مشغليهم، من خلال تنظيف جسم المقاومة من هذا الطابور الفاسد.
أما الأنظمة العربية فإن حسابها مع شعوبها طال الزمن أم قصر، فهذا التخاذل والفساد مسؤولية الشعوب العربية وطلائعها وعليها النهوض وتحمل أعباء المرحلة.
صدق الإمام علي عندما قال "ما غزي قوم قط في عقر دارهم الا ذلوا”، يا سادة لقد تم غزونا في عقر بيوتنا واستباحها الأعداء، هل من صحوة بعد هذا السبات؟ هل ينهض الشباب ويتخلص من لهوه؟ هل تدرك الأم أن واجبها هو بناء جيل ينتمي لأمته وشعبه؟ هل ننهض؟ سؤال برسم الجميع …