الاحتلال يفرج عن الشيخ عكرمة صبري ويقرر ابعاده عن المسجد الاقصى حتى الاحد



قال المحامي خالد زبارقة إن الشرطة الإسرائيلية قررت الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري بعد ساعات من التحقيق عقب نعيه الشهيد إسماعيل هنية خلال خطبة صلاة الجمعة.

وأضاف أن سلطات الاحتلال أمرت بإبعاد الشيخ صبري عن الأقصى حتى الأحد بقرار قابل للتجديد 6 أشهر.

وتعرّض الشيخ عكرمة صبري لحملة تحريض واسعة وذلك بعد نعيه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد اسماعيل هنية الذي اغتاله الاحتلال في العاصمة الايرانية طهران.

وطالب وزير الداخلية في حكومة الاحتلال موشي أربيل بسحب الإقامة من الشيخ صبري ومحاكمته على خلفية نعيه هنية من على منبر المسجد الأقصى خلال تأديته صلاة الجمعة.

وأدى الصلاة نحو 30 ألف مصل، فيما شددت سلطات الاحتلال عملية التضييق على وصول المصلين، وتلت صلاة الجمعة تأدية صلاة الغائب على روح الشهيد هنية وشهداء فلسطين، وهو نفس الأمر الذي حدث في جميع مساجد القدس والضفة الغربية المحتلتين.

ونعى صبري هنية بمكبرات الصوت بالمسجد الأقصى وهو الملاحق من سلطات الاحتلال على خلفية مواقفه الصلبة من إجراءات الاحتلال في القدس والأقصى.

قال صبري في منتصف الخطبة "أيها المصلون.. أيها المقدسيون في بيت المقدس واكناف بيت المقدس.. ومن على منبر المسجد الأقصى نحتسب عند الله الشهيد إسماعيل هنية ونسأل الله له الرحمة وأن يسكنه فسيح جناته”، ومن ثم أخذت التكبيرات تنهال من داخل المسجد القبلي احتفاء بالنعي المعلن عبر سماعات المسجد الأقصى.

وإلى جانب طلب وزير الداخلية ضجت وسائل الإعلام العبرية بالتحريض على الشيخ صبري لكونه قدم نعيا للشهيد هنية.

وعلق الإعلامي الإسرائيلي عميت سيجال "في كلمته قال صبري: "هنا في المسجد الأقصى نحن سكان القدس نشيد بالشهيد إسماعيل هنية وسنطلب له الرحمة والجنة”. وبعد ذلك سمعت صرخات على الجبل "بالروح بالدم نفديك يا شهيد”.

أما توم نيساني، الرئيس التنفيذي لشركة بيدينو فقال: "هذا تحريض سيضر على الأرجح باليهود على المدى القريب. كيف يحدث شيء كهذا دون مراقبة عندما يتم إخراج اليهود من جبل الهيكل لأول مرة؟ الفوضى”.

وصدر بيان صحافي عن المتحدث باسم شرطة إسرائيل للإعلام العربي جاء فيه: "بعد هتافات أحد الخطباء اليوم خلال صلاة الظهر في الحرم القدسي الشريف بدأت الشرطة بالفحص فيما إذا كان لها علاقة بالتحريض مع الجهات المختصة، وسوف تتصرف وفقاً للنتائج”.

وتابع البيان: "نشير إلى أن شرطة إسرائيل تعمل باستمرار ضد المحرضين والتحريض من أي نوع كان، وفي أي مكان، في الساعة الأخيرة أيضًا ألقت الشرطة القبض على مشتبه في الحرم القدسي الشريف، حيث قام بهتافات تحريضية أثناء الصلاة”.

وجاء في كتاب قرار سحب هوية الشيخ عكرمة صبري الصادر عن وزير الداخلية أن "عكرمة صبري يشغل حاليا منصب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في القدس وخطيب في المسجد الأقصى. وفي الماضي، شغل صبري منصب مفتي القدس حتى عام 2006. ويحمل صبري رخصة إقامة دائمة في الأراضي المحتلة، الأمر الذي لم يمنعه لسنوات طويلة من التحريض ضد الدولة، وتشجيع معاداة السامية والإرهاب، وارتكاب جرائم أمنية خطيرة”.

وجاء في البيان: "من بين أمور أخرى، نشر صبري الأدبيات المعادية للسامية على مر السنين؛ يعمل كمسؤول كبير في منظمة تقوم بنقل التبرعات إلى حماس؛ لقد أيد العمليات الانتحارية ضد الإسرائيليين وأشاد بـ "الشهداء” والذين قتلوا إسرائيليين وما شابه. وأصدرت الدولة عدة مرات أوامر بمنع صبري من مغادرة البلاد ومنع دخوله إلى دول مختلفة وفي العام الماضي قدمت الدولة لائحة اتهام ضد صبري بتهم التحريض على الإرهاب”.

وأكمل البيان: "في وقت سابق اليوم، نعى صبري إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي كان من بين المسؤولين الرئيسيين عن 7 أكتوبر، وطلب "الشهيد” – "الرحمة والجنة”.

وتابع وزير الداخلية: "ومن أجل هذه الإجراءات، أنوي اتخاذ إجراءات لإلغاء الترخيص الدائم لصبري، الذي صرح في تصرفاته مرارا وتكرارا على مدى عقود عديدة أنه لا يتعاطف مع الدولة ومواطنيها، بل على العكس من ذلك – يسعى إلى تدميرها. كما هو معروف”.

وختم البيان: "لذلك أود أن أبلغكم بنيتي وأطلب تعاون المستشار القانوني للحكومة من أجل استكمال الإجراء”.

وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 30 ألف مصل تمكنوا من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، رغم إجراءات الاحتلال.

ونشرت شرطة الاحتلال حواجزها في الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى، كما تمركزت عناصرها عند أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وقامت بتوقيف الشبان وأخضعتهم للتفتيش، ومنعت عددا منهم من الدخول إلى المسجد الأقصى.

وأدى المبعدون عن المسجد الأقصى والممنوعون من الوصول إليه، صلاة الجمعة في طريق المجاهدين بين باب الأسباط وباب حطة، فيما احتجزت قوات الاحتلال عددا من الشبان في طرقات البلدة القديمة وحققت معهم ميدانيا.