حذاري يا أهل غزّة.. حذاري يا محور المقاومة!

 
 
في فيلم "العرّاب" ذائع الصيت قام (دون كوريليوني) بنقل زعامة العائلة إلى ابنه (مايكل) بعد محاولة اغتيال الدون نفسه، واغتيال ابنه الأكبر (صني).

حرب اندلعت بين عائلات المافيا للانتقام مما حدث.

آخر نصيحة أسداها الدون الكبير لابنه (مايكل) قبل أن يركن إلى تقاعده، أنّ الخائن من بين رجاله هو ذلك الذي سيأتيه حاملاً طلب التهدئة والحوار والصلح من قبل أعدائه.

هذا النمط من السياسة متواتر ويشمل كل أنواع حروب المصالح والعمالة القذرة ولا يقتصر فقط على عصابات المافيا والأفلام.

اليوم محور المقاومة على وجه العموم، وأهل غزّة على وجه الخصوص، هم عرّابو الأمّة كلها بالمعنى الإيجابي لكلمة "عرّاب" (كلمة عرّاب أو الأب الروحيّ في الأصل تعني الوصيّ على الطفل في حال مات أبويه)، وهم الأوصياء على الأمّة برمّتها، والدور الذي يقومون به فعلياً وحالاً وتوّاً على الأرض ضدّ المشروع الصهيونيّ الاستعماريّ الإحلاليً وأعوانه ليس دوراً تاريخيّاً، بل هو التاريخ نفسه في الفعل والممارسة!

الخائن من أبناء جلدتهم هو ذلك الذي سيتدخل حاملاً عرض التهدئة والحوار لانتشال العدو من ورطته، أيّاً كانت ذريعة هذا التدخّل، أو الخطاب المزاوِد الذي يمكن أن يصاحبه، أو الأدوار التي سيلعبها هذا الوسيط والنصير بالأصالة عن العدو.

حذاري يا أهل غزّة ويا محور المقاومة، وتذكّروا بيت الشعر التالي لابن فلسطين "مريد برغوثي" وهو يهجي شتات الفلسطينيّين الذي طال:

((لا تُنقذُ الموؤدةَ الكفُّ التي
ما أتقنتْ شيئاً سوى حفر الحفر))!

وتذكّروه وهو يحذّركم:

((ولمّا استجزَ الموعودُ وعداً
تصايحتْ الملوكُ بأن فداكا

أغاثوهُ بمرثيةٍ وندبٍ
وبئستَ تلكَ من غوثٍ وذاكا

ودمعُ الحاكمين له لغاتٌ
وأفصحُها يريد لنا الهلاكا

إذا اشتبهت دموعٌ في خدودٍ
تبيّن مَن بكى ممّن تباكى))!

وتذكّروا وصيته أبداً وهو يناجي شهيدكم:

((لقد خذلوك حيّاً ثمّ مَيْتاً
بما خافوا انتباهكَ والرقادا

ويأسُكَ لم يهزَّ لهم قناةً
وقد هزَّ المقابرَ والجمادا

فأنتَ السيف فانبذهم غماداً
وأنتَ السقف فاجعلنا عمادا

ولا تُطع القرابةَ في عدوّ
وعاند مَن "تريدُ" لهُ عنادا))!