شهادات جديدة عن تعذيب مروع لأسرى فلسطينيين بسجون إسرائيل



أفاد 3 أسرى فلسطينيون من قطاع غزة يقبعون حاليا في سجون إسرائيل بأن أغلب أسرى القطاع "فقدوا الوعي عدة مرات نتيجة الضرب" المستمر والتعذيب الوحشي وبأنهم كانوا شاهدين على ارتقاء شهداء تحت الضرب.

ونقل تلك الشهادات عنهم هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية (رسمية)، بعد تمكن أحد محاميها نهاية الأسبوع الماضي من زيارتهم في معتقل عوفر غربي رام الله، وفق بيان للهيئة.

والأسرى الثلاثة هم: محمد جاموس (44 عاما)، وهو معتقل منذ الثالث من مارس/آذار الماضي، وفادي عياد (39 عاما)، وفادي هويدي (38 عاما).

وقال الشهود "لا نبالغ إذا قلنا إن غالبية أسرى غزة فقدوا الوعي مرات عديدة تحت الضرب المفتوح وغير المقيد، وكنا شاهدين على ارتقاء شهداء تحت الضرب".

ورووا "بحرقة فاقت كل أشكال الوجع والألم والحزن، مما تعرضوا له من معاملة مجردة من كافة قيم الإنسانية والأخلاق على يد جنود الاحتلال والسجانين الإسرائيليين"، وفق البيان.

وحوش مسعورة
وقال الأسرى "ما تعرضنا له فاشية حقيقية، تعرية من الملابس، ضرب وتعذيب وتنكيل، تقييد الأيدي والأرجل، تعصيب العينين، حيث تحولنا لفرائس لهذه الوحوش المسعورة التي تلذذت بجوعنا وعطشنا وصراخنا ومرضنا، حتى إننا لم نصدق اليوم أننا ما زلنا على قيد الحياة".

حقد وجنون
وأضافوا "تبدأ رحلة الموت من لحظة الاعتقال، مرورا بالنقل في العربات والشاحنات العسكرية، حيث إهانتنا وإنكار إنسانيتنا بالتعذيب القاسي والشتائم، وصولا إلى السجون التي تمنينا أن تبتلعنا الأرض لما شاهدناه من حقد وجنون".

وأشاروا إلى أن جنودا إسرائيليين في بدايات أعمارهم "ينكلون بنا بكل الوسائل والطرق، كسرت عظامنا وفتحت رؤوسنا وسالت الدماء من كل أجسادنا، وتم نقلنا للمستشفيات وعلاجنا، ليبدؤوا مسلسل قتلنا من جديد، لدرجة أن عقولنا لم تستوعب ما يحدث وما نتعرض له".

كلاب للترويع
وأضافوا "منذ اعتقالنا نقضي معظم وقتنا على أقدامنا أو منبطحين على بطوننا، ومهما مورس من تعذيب لا يحق لك (الأسير) إخراج أي صوت أو التعبير عن وجعك، كما استخدمت الكلاب في الاعتداء علينا وترهيبنا، بالإضافة إلى الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل الذي كان يضخ داخل غرفنا دون أي سبب".

وختم الأسرى شهادتهم لمحامي هيئة الأسرى بالقول "اليوم جميعنا مرضى، حيث أنهكت أجسادنا، وبتنا فريسة للمرض والإصابات من الضرب والتعذيب، ولا يقدم لنا العلاج والأدوية، وبالرغم من كل هذه الظروف البائسة، ما زلنا نتمسك بأمل أن نعود إلى أسرنا وعائلاتنا أحياء".

ويوم السبت، قالت مؤسسات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى إن عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يقدر بنحو 9 آلاف و900.

وأشارت إلى أن "عدد من صنفتهم إدارة سجون الاحتلال من معتقلي غزة (بالمقاتلين غير شرعيين) الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال يبلغ 1584″، موضحة أن "هذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة وتحديدا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال".

ومنذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعتقل الجيش آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، وأفرج لاحقا عن عدد ضئيل منهم، في حين لا يزال مصير الآخرين مجهولا.

وكشفت منظمات حقوقية ووسائل إعلام إسرائيلية عن تعرض معتقلين فلسطينيين من غزة لتعذيب وإهمال طبي أودى بحياة العديد منهم في منشآت اعتقال إسرائيلية.

وبدعم أميركي تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.



(الأناضول)