علاج "فالج لا تعالج" (٦) .. الاردن والمرحلة الجديدة



الأمثال عموما تلخص نتائج تجارب بشرية، نستخدمها عادة لاختصار الشرح والتعليل والتبرير، نسقطها في سياقات صحيحة احيانا، و نستجرها لغير ذلك احيانا اخرى. المثل ( فالج لا تعالج) يُستحضر احيانا للدلالة على انه لا أمل في علاج مشكلة ما وليس فقط المرض المزمن.

في بعض الحوارات حول الانتخابات نجد البعض يذكر المثل في التعبير عن اليأس من الاصلاح والتغيير، وان حجم " الامراض الانتخابية " لا يمكن علاجها بغض النظر عن المتسبب فيها مرشحين ام ناخبين ام أصحاب سلطة. هناك ظواهر سلبية مستمرة تعزز هذه القناعات لدى الكثيرين مما يعمق المشكلة ويرفع نسبة المقاطعة بحيث تكون هي الغالبة كما دلت الانتخابات السابقة جميعها وبانحسار متراكم.

في المقال الاول في هذه السلسلة الانتخابية الذي حمل عنوان " استعادة الثقة" كان يهدف لعلاج جزء من حالة انعدام الثقة او ضعفها بالعملية الانتخابية من حيث التشريعات ابتداء مرورا بالاجراءات والعمليات وانتهاء بالنتائج بالاضافة لضعف اداء المجالس النيابية عموما.

ونحن في بدايات الحملة الرسمية للانتخابات لا بد ان تتوجه الجهود الرسمية لمعالجة كل الانحرافات والتشوهات التي رافقت الحملة غير الرسمية ومنها انطباعات الكثيرين بتأثير المال في الانتخابات. يمكن لاجهزة الاعلام أن تغيّر بعض الانطباعات من خلال حوارات جريئة للارتقاء بوعي الناخب. ولا يمكن اعفاء اي جهة من مسؤولياتها اذا كنا نريد لوطننا الاستقرار والازدهار.

الشفافية والنزاهة قيمتان مهمتان في ممارسة العمل العام وهما في الانتخابات تعلوان على غيرهما من القيم، وبقدر اصرارنا على تطبيقهما بقدر ما تتراجع مقولة " فالج لا تعالج"