"لن ننظف وراء نتنياهو".. الموقف الاردني لم يكن في يوم مصطفّا ضد الاشقاء



مالك عبيدات - من جديد، يتّخذ الأردن موقفا حصيفا تجاه حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها العدوّ الصهيوني على قطاع غزة، وذلك برفضه طلبا أمريكيا للمشاركة في قوة لحفظ السلام بقطاع غزة عقب انتهاء الحرب، وهو الأمر الذي سبق أن عبّر عنه وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي بقوله "إن الأردن لن ينظّف وراء نتنياهو ولن يُرسل أي قوّات إلى غزة لتكون بديلة عن قوات الاحتلال الاسرائيلي".

اليوم، عادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" لتنقل عن مسؤول عربي ومصدر آخر لم تكشف عن هويتهما، بأن الأردن وقطر والسعودية رفضت طلبات الولايات المتحدة للمشاركة في قوة لحفظ السلام بقطاع غزة عقب انتهاء الحرب، فيما أبدت دولتان عربيتان استعدادها للمشاركة في مثل تلك القوة.

الواقع أنه ورغم العديد من الإشكالات والمثالب التي تحيط بالموقف الأردني من حرب الإبادة، ومنها الاكتفاء بالتصريح والقنوات الدبلوماسية في التعامل مع هذه الحرب، إلا أن الموقف الأردني لم يكن في يوم مصطفّا ضدّ الأشقاء، ولعلّ الموقف الذي كشفت عنه الصحيفة الاسرائيلية يؤكد هذا الأمر، كما أنه يؤكد مدى إدراك الأردن الرسمي لدلالات ومحاذير الانخراط في مثل هذه المخططات، وهو ما يمكن أن يُصنّف على أنه موقف متقدّم.

الفلاحات: موقف يراعي المصالح الاردنية

وحول ذلك، أكد السياسي العريق، سالم الفلاحات، أن الموقف الأردني متقدّم، إذ لا يجوز أن تحلّ قوّات عربية بدلا من قوات الاحتلال الصهيوني، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية يجب أن تستند إلى المصالح الأردنية والفلسطينية والعربية .

وأضاف الفلاحات لـ الاردن24 أنه من غير المقبول أن يكون أيّ طرف عربي جزءا من المؤامرة، ولا أن يتحمّل وزر ما يجري في غزة، ولا يجوز أيضا يتحمّل عبء المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحقّ الأهل الذين يتعرّضون لمحاولات تهجير متكررة.

واستبعد الفلاحات أن تدعم أيّ دولة عربية المخطط الصهيوني، فالتاريخ لن يرحم أي دولة تشارك في المخططات الصهيونية، مشددا على أن الأصل بالدول العربية أن تدعم أهل غزة بدلا من مساعدة الاحتلال.

الحسبان: رفض الأردن ارسال قوات إلى غزة موقف متقدّم

ومن جانبه، قال الأكاديمي والكاتب السياسي، الدكتور عبد الحكيم الحسبان، إن الاحتلال الاسرائيلي يعيش مأزقا في قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر، حيث لم يتمكن جيش الاحتلال من تحقيق أي نصر عسكري أو تحقيق أي هدف من أهدافه التي أعلن عنها في بداية الحرب.

وأضاف الحسبان لـ الاردن24 أن الاحتلال يدخل إلى المناطق ويعلن السيطرة عليها، ليتفاجأ بوجود مقاومة شرسة، ما يعني أنه لم ينجح في تحقيق نصر عليها، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال غارق في مستنقع غزة ولم يستطع تحقيق نصر عسكري أو سياسي، ولذلك لجأ للولايات المتحدة الأمريكية لطرح تلك المبادرة بادخال قوات أخرى تقوم بتنظيف الجرائم الاسرائيلية في غزة وتكون واجهة مباشرة بدلا من الاحتلال.

وأشار الحسبان إلى أن الموقف الأردني برفض المشاركة في ما يُسمى "قوة حفظ السلام في غزة" يعتبر موقفا متقدما ويُحسب للدولة الأردنية، مشيدا بهذا الموقف وبرفض الأردن أن يكون بديلا للاحتلال.