كيف تفاعلت قرية إيمان خليف مع إنجاز الملاكمة الجزائرية؟
على وقع هتافات "1، 2، 3، تحيا الجزائر"، هلّلت القرية الريفية للملاكمة إيمان خليف فرحاً، الجمعة، إثر تتويجها بميدالية ذهبية تاريخية في أولمبياد باريس، وذلك بعد أن وجدت نفسها رغماً عنها وسط جدل حول جنسها.
قال والدها عمر خليف لوسائل الإعلام، بعد أن شاهد نزالها النهائي ضد خصمتها الصينية على شاشة عملاقة وسط أجواء احتفالية مع باقي أبناء قرية بيبان مصباح "هذا انتصار للجزائر".
امتدت مشاهد الفرح إلى الجزائر العاصمة حيث اجتاح مدّ بشري وسط المدينة، محتفلاً بالنصر بإطلاق العنان للألعاب النارية وأبواق السيارات.
تدفّق مئات الأشخاص من أنصار خليف بعد الظهر نحو بيبان مصباح، على بعد 10 كلم من تيارت، المدينة الواقعة على بعد 300 كلم جنوب غرب الجزائر العاصمة، لمساعدة أهل القرية في التحضير لليلة الكبيرة.
حمل بعضهم المعاول وآخرون الأكياس البلاستيكية الكبيرة لجمع النفايات التي كانت مترامية في أنحاء مختلفة من القرية "لقد اتفقنا على إعطاء وجه جديد للقرية وبعث الروح فيها بفوز إيمان خليف"، يقول ابن عمها منير خليف البالغ (36 عاماً).
تجنّدت قرية بيبان مصباح كلها لاستقبال ضيوفها، ففي الوقت الذي انهمك فيه الرجال بتنظيف القرية، اجتمع عشرات النسوة لإعداد طبق الكسكسي التقليدي، لتوزيعه على ضيوف القرية.
وأحرزت خليف (25 عاماً) أوّل ميدالية ذهبية أولمبية إفريقية في ملاكمة السيدات. لكنها وقعت ضحية تنمّر كبير على وسائل التواصل الاجتماعي.
قالت بعد فوزها باجماع الحكام: أنا امرأة قوية، ذات قوّة خاصة. كنت دائماً ابعث رسالة من الحلبة للذين وقفوا ضدي. وعدت رئيس الجمهورية بتحقيق الميدالية عندما استقبلني عام 2022 ووفيت بوعدي. اسميها ميدالية شرف لكامل العالم العربي والمسلمين.
اعتبر الاتحاد الدولي للملاكمة الذي لا تعترف به اللجنة الأولمبية الدولية راهناً، بسبب قضايا حوكمة وفساد وتلاعب بالنتائج، أنها أخفقت في اجتياز فحص الأهلية الجنسية، فاستبعدها من بطولة العالم.
اضطرت لتمويل نفسها عبر بيع الخبز في الطريق وجمع الحديد والبلاستيك لإعادة بيعه حتى تحصل على مصاريف تذكرة السفر من قريتها إلى نادي الحماية المدنية للملاكمة، ثم إلى العاصمة الجزائر لتمارس رياضتها المفضّلة.