أي عالم سيكون ما بعد غزة اذا حققت حرب الابادة اهدافها ؟





كتب طاهر العدوان - أسوأ ما في حالة الخنوع والذل التي توصف بها الحالة العربية ،الرسمية والشعبية، تجاه حرب الابادة المستمرة ضد اهلنا بالدم والعقيدة والجوار والمصير في غزة الشرف والاباء، هو هذا الانخراط المعيب في اللعبة السياسية والاعلامية الصهيونية الأميركية التي تلهي الرأي العام العالمي بدبلوماسية اطفاء الانوار على حرب الابادة ومن يدعمها وتصوير الامر بانه مسألة تحركات دبلوماسية لمفاوضات تدار في حلقة واحدة بين المجرم ومن يسانده تحت ضغط حرب التدمير والقتل والتجويع اليومية لمليوني فلسطيني ! ومن أجل وقف إطلاق نار(دائم او مؤقت)فزورة ووفق بنود يحمل كل سطر فيها مكافاة لنتنياهو على جرائمه ،وكأن من يطلق النار ليس كيانا يملك أقوى قوة عسكرية تساندها امريكا،بالاموال والذخيرة والفيتو، لمواصلة ابادة شعب (جريمته) انه يقاوم من اجل تحرير وطنه وفق القرارات والشرائع الانسانية والدولية للخلاص من احتلال عنصري احلالي مقيم منذ ٧٦ عاما .

الحديث عن وقف إطلاق النار في مثل هذه الحالة من الحرب الوحشية المنتهكة لكل القوانين والقرارات الدولية لايكون بإرسال الاستدعايات للمجرم نتنياهو ولا بإرسال التمنيات له ليدخل في مفاوضات لاطلاق النار (التي هي اشبه بمفاوضات الخطوة خطوة التي تولتها امريكا في اطول عملية خداع للفلسطينيين والعرب واخذتهم بعيدا من تحت مظلة الشرعية الدولية لحل القضية إلى مظلة الوسيط الأمريكي المخادعة والكاذبه التي ادت الى ما نحن فيه من فرعنة قادة العدو وارتكابهم لكل هذه الجرائم ).

من الف باء المواقف الصحيحة في مواجهة هذه الوحشية الصهيونية ان تنتفض الامة سياسيا وشعبيا لخلق قوة اقليمية ودولية ضاغطة على امريكا حليفة الانظمة اولا وعلى مجلس الأمن ودوله ثانيا لإصدار قرارات دولية ملزمة توقف هذه الحرب بقوة المواقف وصلابتها كما فعل الرئيس ايزنهاور خلال حرب السويس .

 ليس هذا فقط انما محاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه، وإلا فلتذهب الأمم المتحدة إلى الجحيم لان ما يجري في غزة سابقة دولية خطيرة تشرع للعنصرية وللقتل والعقاب الجماعي . فأي عالم سيكون ما بعد غزة اذا ما حققت حرب الابادة هدفها،وأي مصير ومستقبل ينتظر شعوب منطقتنا العربية اذا قدمت الجوائز لنتنياهو وعصابته المتوحشة ؟!..


* الكاتب وزير سابق للإعلام