إجتماع الدوحة ... وإنهاء حرب الإبادة ...هل من امل؟
لم يكن احد يتوقع إستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي بكل أشكالها وآلياتها ووسائلها التي يشنها الكيان الإستعماري الإسرائيلي بدعم امريكي ومحورها دون توقف بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدار عشر أشهر ونيف دون أن تتحرك الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن للإضطلاع بمسؤولياتها لحفظ السلام والأمن الدوليين بإلزام " إسرائيل "وقف عدوانها ومجازرها الوحشية التي لم يسجل التاريخ مثيلا لها إعمالا لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة وتنفيذا للقرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وعن مجلس الأمن وقرارات محكمة العدل الدولية .
اهداف أمريكا من إجتماع الدوحة :
السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الأهداف الأمريكية لإعلان البيان الثلاثي والدعوة لإجتماع الدوحة المزمع عقده الخميس القادم 15 / 8 والتي تتمثل بتقديري بعدد من التساؤلات و الأهداف منها :
▪ وقف حرب الإبادة وحرب التطهير العرقي بشكل نهائي ؟ .
▪ الإتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النيران .
▪ عقد صفقة لضمان إطلاق سراح المخطوفين او المحتجزين بغض النظر عن التسميات قبل الإنتخابات الأمريكية دون النظر بحق عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية خلافا لإتفاقية جنيف الرابعة .
▪ علاقات عامة قبل الخامس من تشرين الثاني موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية في محاولة لإحتواء المعارضة الشعبية الأمريكية التي تهدد فرص مرشح الحزب الديمقراطي كاميلا هاريس بالوصول للبيت الأبيض وخاصة بالولايات المتارجحة التي حسمت الإنتخابات لصالح بايدن عام 2020 .
▪ خطوة نحو إدماج الكيان الإسرائيلي المصطنع بالوطن العربي عبر توقيع إتفاقيات وخاصة مع السعودية ذات المكانة السياسية والإقتصادية والدينية .
▪ التأكيد على أنها اللاعب الأوحد صاحبة القرار والنفوذ في الشرق الأوسط مع قرب ولادة نظام عالمي متعدد الأقطاب .
▪ تمكين القوات الإرهاب الإسرائيلي المضي بإرتكاب مجازرها حتى تحقيق اهدافها الحقيقية بتهجير الشعب الفلسطيني في أقل حملة إنتقادات وشجب وإدانة لجرائمها .
▪ فك العزلة السياسية التي بدأت ملامحها بسبب الإنحياز الأمريكي للعدوان الهمجي الإسرائيلي وما القرارات الدولية المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس والمنددة بإسرائيل إلا المؤشر .
المطلوب من إجتماع الدوحة :
الشعب الفلسطيني ومعه أحرار العالم سئموا من لعبة إدارة الأزمة المتبعة التي تقودها امريكا وتبعا لذلك لم يعد احد يثق لا بالسياسة الأمريكية ولا حتى الشعور بالتفاؤل عن إمكانية خروج نتائج إيجابية لأي إجتماع تدعو له أمريكا خاصة بعد تنصلها من إلزام سلطات الإحتلال الإسرائيلي تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735 " مشروع بايدن " .
بناءا على ذلك فالمطلوب إذا ما توفرت الإرادة لدى الإدارة الأمريكية صاحبة القرار الحقيقي والفعلي أن توعز لمجرمي الحرب الإسرائيليين بقيادة نتنياهو وقفا فوريا لجرائم الحرب والإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب وضد الإنسانية المستمرة دون أفق حقيقي بقرب إنهاءها فالزعم انها غير قادرة على إلزام نتنياهو الإذعان لاوامرها لا يستقيم مع كل وسائل الضغط التي تملكها وتزويده بكل اشكال الدعم السياسي والإقتصادي والعسكري بما مكنت الكيان الإرهابي الإسرائيلي المضي بعدوانه بحق كل الشعب الفلسطيني التي كلفت دافع الضرائب الأمريكي عشرات المليارات من الدولارات .
هذا هو المطلوب فالشعب الفلسطيني لا يرد مفاوضات وشعارات بل يريد ترجمة فعلية للقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية بإنهاء الإحتلال الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها وتمكين الشعب الفلسطيني من الحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 اي تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 وفق جدول زمني محدد المدة .
هذه المطالب التي ينتظر الشعب الفلسطيني من الدول الشقيقة مصر وقطر شركاء أمريكا بالبيان والدعوة للإجتماع أن تتبناها وأن تخرج من مربع الديكور الذي تريده أمريكا لهم .
إقرأ المكتوب من عنوانه :
طالما ان مضمون البيان ينص على الاستناد إلى مشروع بايدن فهذا يعني الالتفاف بعينه على وجوب تنفيذ قرارات مجلس الأمن بدءا بأرقام 2720 و 2735 وبالتاكيد على باقي قرارات الجمعية العامة المطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف سياسية التهجير القسري للشعب الفلسطيني خارج وطنه .
احرار العالم يطالبون ومن خلال الفعاليات الجماهيرية العريضة في أمريكا واوربا وعلى إمتداد العالم الإدارة الأمريكية الكف عن الإزدواجية والإنتقائية بالتعامل مع القضايا العربية وخاصة الفلسطينية وأن تلتزم بمسؤولياتها كدولة دائمة العضوية بمجلس بالعمل على حفظ الأمن والسلم الدوليين وتمكين الشعوب من حق تقرير المصير لا العمل على تقويضه وإستمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقه الاساس المكفول دوليا بتقرير المصير ...
آن الآوان لترجمة مبادئ وأهداف الأمم المتحدة بالعدالة والمساواة وإنقاذ الشعوب من ويلات الحروب ومنع العدوان إلى واقع عملي تلمسه شعوب العالم وخاصة الشعب الفلسطيني الذي بقي وحيدا على الساحة العالمية يئن تحت وطأة الإستعمار العالمي باداته الكيان الإستعماري الإسرائيلي العنصري المصطنع محروم من العيش بحرية في وطنه التاريخي وتحت مظلة دولته المستقلة بإنتهاك صارخ للحقوق الأساس المكفولة دوليا للشعوب .... فهل من امل ان تعود امريكا عن إنقلابها على ميثاق واهداف ومبادئ الامم المتحدة وحقوق الإنسان وتعمل لإعلاء وسمو الشرعة الدولية ؟ .
الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني مدعوما من أحرار العالم دولا وشعوبا ماض في نضاله حتى نيل الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله تعالى .... ومهما طال الزمن لن يركع ولن يستكين ؟