انتخابات الكرك : غياب البرامج السياسية وانتشار السماسرة وحضور المال الاسود


مالك عبيدات _ بدأت وتيرة الانتخابات النيابية في محافظة الكرك بالارتفاع مع اقتراب موعد الاقتراع  في العاشر من شهر ايلول المقبل اسوة بالمحافظات الاخرى .

وفي قراءة سريعة للمشهد الانتخابي في محافظة الكرك نستطيع رصد الكثير من الملاحظات التي تشي بأن هناك تحولات عميقة في المشهد وان النتائج لن تعبر عن الناس ولن تعكس قناعاتهم واتجاهاتهم ، ومن بين هذه الملاحظات  :
الاولى :  غياب البرامج السياسية التي تعالج قضايا الفقر والبطالة وتنمية المحافظات وغيرها من المشاكل التي يعاني منها المواطن الاردني 
والثانية : تراجع  العامل  العشائري بعد ان تم تفكيك البنية الاجتماعية لصالح اعتبارات اخرى لا علاقة لها بالتحول نحو البرامج السياسية والحزبية . 
والثالثة : حضور المال السياسي وما يمثله من اغراء للناخب للتفريط بارادته مقابل حلول مؤقته وهذا الخيار يلقي بظلاله السوداء على المشهد الانتخابي ..

وفي ظل هذه المعطيات والملاحظات  تعتبر الانتخابات الحالية الاكثر غموضا نظرا لكونها اقتصادية بحتة " او كما قال احد المتداخلين انها انتخابات الدينار".

وبحسب مارصدت الاردن ٢٤ فقد لوحظ استخدام خيار المال السياسي من قبل بعض المترشحين ومنهم متنفذين ورجال اعمال  يرغبون  بالوصول  الى القبة باي ثمن .

الطراونة : العزوف سيفرز نوابا منسلخين عن قواعدهم الانتخابية 

وحول ذلك قال النائب السابق مصلح الطراونة ان الانتخابات الحالية ستكون مليئة بالمفاجأت من ناحية فوز مترشحين منسلخين عن مجتمعاتهم على القوائم المحلية والعامة  جراء رفض غالبية المواطنين  المشاركة بالاقتراع  واختيار مرشحين اقرب لنبض الشعب واكثر التصاقا بقضاياه وهمومه ، مشيرا الى ان هناك قاعدة في بريطانيا تقول ان الناخب الجيد هو من يفرز البرلماني السيء نظرا لعدم توجهه لصناديق الاقتراع واختيار النائب الجيد .

واضاف الطراونة ل الاردن ٢٤ ان القوائم على مستوى المحافظات بشكل عام بما فيها  الحزبية غير مسيطر عليها ولازالت الفردية هي الموجودة حيث نلاحظ ان معظم المترشحين ينشرون صورهم دون وجود اي شعارات او صورة جماعية للقائمة نفسها ، مشيرا الى ان المرشحين لم يقدموا  برامج واضحة للخروج من الازمة  السياسية  الاقتصادية والاجتماعية اضافة الى غياب الاجتماعات العشائرية .

واشار الطراونة الى ان المال الاسود حاضر بقوة في الانتخابات الحالية سواء بمحافظة الكرك او المحافظات الاخرى ولذلك يجب ان يكون هناك وعي لدى المواطن كون الحلول الانية لا تفيد .

المجالي : نشهد انتشارا للسماسرة 

من جانبه قال الناشط الاعلامي ميمون المجالي ان هناك ممارسات سيئة تتم في المحافظات جميعها ومنها محافظة الكرك وهي انتشار السماسرة لشراء الاصوات للمرشحين دون ظهور المرشح بالواجهة .

واضاف المجالي ل الاردن ٢٤ ان هناك قوائما لها ممول رئيسي واخرى يعمل لها اكثر من سمسار لكل مرشح سمسار مختلف عن الاخر ولا يوجد اي دليل عليهم لتقديمهم للقضاء .

واشار المجالي الى ان هناك غياب واضح للاجتماعات العشائرية والمناطقية يقابلها ترشح عدد كبير من ابناء العشيرة الواحدة ما يجعل قراءة المشهد غاية في الصعوبة والتعقيد.

الصعوب : حضور لافت للمال الاسود 

الناشط السياسي والاجتماعي حسين الصعوب قال ان الانتخابات  الحالية غابت عنها الصبغة العشائرية والاجتماعات العشائرية مع حضور لافت للمال الاسود في كافة انحاء المملكة .

واضاف الصعوب ل الاردن ٢٤ ان الواقع الاقتصادي وارتفاع نسب الفقر والبطالة جعلها تفرض نفسها على هذه الانتخابات مع غياب الشعارات والبرامج السياسية.

وختم الصعوب مداخلته بالقول ان هذه انتخابات الدينار ولذلك لن نشهد تغييرا على اداء مجلس النواب مع سيطرة راس المال على القرار السياسي.

يشار الى ان عدد الناخبين في محافظة الكرك يقدر بنحو ١٩٢ الف ناخب وبلغ عدد المترشحين ١١٧مرشحا في ١٧ قائمة يتنافسون على ٨ مقاعد منها مقعدين للكوتا مقعد مسحي واخر للمرأة  .