الناس في الانتخابات بين فئتين



مع بدء الدعاية الانتخابية بدأت شوارع المحافظات على امتداد الوطن تمتلئ بالقارمات عالية التكلفة واللافتات التي تمنع الرؤية وتواجهك أينما اتجهت، تلاحقك في كل مكان، امام البيت، بجانب خيمة الخضرا، على المباني السكنية وفوق المحال التجارية وعلى الدواوير والإشارات المرورية.

كل واحدة تدعي امتلاك حلول خارقة لا يمتلكها غيرها، كلها تدعي امتلاك وصفات طبية لعلاج امراضنا وهمومنا وكلها تؤكد على تحقيق تطلعاتنا وامال ابنائنا في الأمان الاجتماعي ومستقبل كريم.

كلهم يتسابقون من أجل مصلحة الناس وكل واحد منهم يؤكد خلال لقاءاته بالناس انه الخيار القوي والأمين وانه همه تحصيل حقوق الناس لا تحصيل منافع شخصية له ولأبناء الأسرة.

والناس بين فئتين لا ثالث لهما احداها غير معنية بالمسألة من أساسها نتيجة التجارب العديدة التي عايشتها، واخرى تتعلق بحبال من الهواء علها تظفر بمنفعة ما ان حالف الحظ مرشحها.

ولعل اكثر ما يلفت الانتباه او ما لفت انتباهي انا بالذات أولئك الذين أطلقوا شعارات تخص الشباب تتكلم بأسمهم وتنطق عنهم وهم صامتون تحضر عنهم وهم غائبون.

ولعل بعض الشعارات التي تتحدث عن الشباب وتدعي انها تنطلق من حركة شبابية كانت ستكون أكثر مصداقية واقناعا لو انها أطلقت شعارات مثل الشباب محبطون ، الشباب حائرون الشباب متعبون ، لا تلك الشعارات التي لا علاقه لها بواقعنا .

اما اختيار عبارات عملاقة ومبهرجة واستخدام اللغة فقط حل فهي عبارة عن فلسفة كلامية لا تحمل رؤية واضحة ولا تخدم احدا ولا تفهم الواقع.

وادعاء البعض امتلاك القدرة على حل مشاكل الوطن ومشاكل أبنائه فقط بالكلام والعبارات المنقحة لغويا ونحويا فهي حيلة وتمثيلية قد تقنع البعض ولكنها لا تغير شيئا.

نحن بحاجة الى مرشحين منتمين لواقعنا واقعيين لا حالمين، الى لغة مشتركة وعقل جماعي، شعار واحد يوحد الكل، مرشحين تجمعهم قضايا الوطن وقاعدة واحدة ينطلقون منها، الى مثقفين يهتمون لوجع الناس ورأيهم، لانتقاداتهم ومساءلاتهم، مؤمنين بالتعليم وضرورة تحسين نوعيته ، تحسين نظام المواصلات ضرورة تحسين الخدمه الصحية المقدمه للناس، يتألمون لحال الطرق والبنية التحتيه للمحافظات والمناطق المهمشة من المشاريع التنموية الحقيقية المبعدة عن مشاريع الاستثمار المركزة في عمان عاصمتنا الحبيبه ولاهل عمان .

يهمهم الوطن لا المنصب
المنتمين لحزب المهمشين الكادحين العمال والفلاحين البسطاء
لا الى حزب البدلات السودا والنظارات السودا والكلام الفصيح الذي لا يفهمه الناس.