كيف تنجح المقاومة بايقاع جنود العدوّ في كمائنها المحكمة؟ خبير عسكري يوضح



خاص - قال الخبير العسكري، العميد الركن متقاعد صالح الشراب العبادي، إن المقاومة درست عادات جنود العدوّ ووحداته العسكرية المعتادة اليومية، وأصبحت تميّز قدرات العدو وتميّز أسلحته على الأرض وتجابهه بأسلحة مضادة ومؤثرة ضدّ كلّ نوع، وتستخدم الخدعة والتمويه بأفضل أسلوب ضد جنوده وأرتاله، مبيّنا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتبع استراتيجيات معلومة لدى المقاومة التي تستخدم استراتيجيات مضادة لها بشكل دقيق يمكّنها من مواجهة دخول وخروج القوات الإسرائيلية من محاور نتساربم الى شمال ووسط القطاع ومحور فيلادلفيا (كرم أبو سالم) لجنوب القطاع.

وأضاف العبادي لـ الاردن24 أن المقاومة تستخدم آلية العمل الفردي والزوجي المحترف لعناصر المقاومة في مواجهة تقدم دروع قوات الاحتلال على الطرق المنتخبة والمحتمل مرور قوات العدو منها، والتستر والتخفية طويلة الأمد والصبر والتحمل في انتظار مرور قوات العدو، وفي حال سنحت الفرصة تقوم هذه المجموعات الصغيرة بالانقضاض على قوات العدوّ سواء بقتل الجنود المدججين بالسلاح والتي غالباً ما تكون حركتهم ثقيلة وينتابهم الخوف والرعب أثناء الحركة أو بالقنص المباشر للآليات العسكرية بمختلف أنواعها.

وتابع العبادي أن المقاومة تقوم أيضا وحسب معطيات الموقف ان تمر أرتال قوات جيش الاحتلال من ممر معين ضمن محور معين حيث تقوم قوات الهندسة والتفجيرات بزرع الغام وعبوات ناسقة من خلال الممرات سواءاً للآليات او جنود المشاة ، ويتم تحضيرها مسبقاً ومؤشرة بالنسبة لهم ويتم انتظار مرور أرتال العدو لمدة يوم او يومين ضمن مراقبة بصرية او إلكترونية او إخبارات هاتفية متزامنة مع المرور يتم تفجيرها سلكياً او لاسلكيا ثم تكون هذه التفجيرات مسجلة احداثياتها لدى رماة المدفعية من الهاون حسب المد لتدمير الاهداف في تلك النقطة اضافة إلى التغييرات المحضرة مسبقاً .

وتابع العبادي أنه وفي حال مرور أرتال من قوات جيش الاحتلال من ممر معين، تقوم المقاومة بزرع ألغام وعبوات ناسفة في الممرات سواءا للآليات أو جنود المشاة، لافتا إلى أن المقاومة قد تنتظر مرور قوات العدو لمدة يوم أو يومين ضمن مراقبة بصرية أو إلكترونية أو من خلال مراقبة هاتفية، حيث يتم تفجير الكمين سلكياً أو لا سلكيا، ثم تكون هذه التفجيرات مسجلة إحداثياتها لدى رماة المدفعية من الهاون حسب المدى.

وأشار العبادي إلى أن أماكن تواجد قوات العدو في نتساريم ومحور رفح أصبحت مهددة يوميا من قبل المقاومة، وذلك بدكّها بالهاون على مدار الساعة لعدم اعطائها وقتا للراحة، وإزعاجها وإجبارها على تغيير مواقعها باستمرار.

وبيّن العبادي أن طرق تزويد قوات العدو كان لها النصيب الأكبر من التعطيل من خلال الرماية المستمرة لمنع أو تأخير عمليات التزويد اليومية للقوات المتواجدة في المواقع الأمامية.

ولفت العبادي إلى أن المقاومة تعمد أحيانا إلى كشف بعض عيون الأنفاق لمراقبة العدوّ، الأمر الذي يغري الجنود ويدفعهم للاقتراب منها ومحاولة دخولها، وعند الوصول إلى نقطة معينة تقوم بتفجير فوهة النفق وقتل من هو بالقرب منها أو تدمير النفق على من دخل من الجنود وقتلهم.

ولفت العبادي إلى أن المقاومة حققت نصرا استخباريا على جيش الاحتلال الذي يعجز عن فهم أو معرفة الخطط والتحضيرات والعمليات التي تقوم بها المقاومة.

وأكد العبادي أن المقاومة لا زالت تستخدم جزءا كبيرا من الأنفاق بحرفية عالية، فرغم تدمير جزء كبير منها، لكن المقاومة تملك خططا محكمة للتحرك داخل الأنفاق والخروج منها في الوقت المناسب لتنفيذ عملية عسكرية، وهذا يدل على التنسيق العالي بين المراقبين فوق الأرض مع المقاومين ممن هم تحت الأرض.

ولفت العبادي إلى أن النظرية الدفاعية الإسرائيلية والتي بنتها على مدار عقود قد تهاوت بشكل كامل على يد المقاومة، سواء كان مرتبطة بأحزمة الأمن والتي تتألف من نقاط محصنة ودوريات متحركة وثابتة ومراكز مراقبة وإنذار ودفاع المستعمرات، وصولاً إلى القوات النظامية، وهو الأمر الذي أحدث هزّة لدى قادة جيش الاحتلال العسكريين وكذلك المسؤولين السياسيين.

وختم العبادي حديثه بالقول إن المقاومة أصبح لديها قدرات استخباراتية عالية تمكّنها من مجابهة قوات العدو حسب أنواع الأسلحة المتوفرة وحسب مديات تلك الأسلحة ومدى قوة التدمير، وكذل تمييز السلاح الذي يجب استخدامه ضد هذه الآليات مدرعة كانت أو مدولبة.