نقابة الصحفيين تخذل اعضاءها .. الزعبي لم يرتكب جرما بل مارس حقة في التعبير



كتب حازم عكرش -

مع كل رشفة يومية من فنجان قهوة الصباح تظهر  صورة الزميل احمد حسن الزعبي  امامي وقد رسمت  عليها شعارات منظومة التحديث السياسي والديموقراطية والحزبية وحرية الراي والتعبير المنفصمة عن الواقع .

اتذكرك يوميا وكل معتقلي الرأي والفكر الذين يقبصون على جمر الحرية ويدافعون عن حق المواطن الاردني  بالتعبير عن الراي ويرفضون السياسات الخرقاء سواء بالكلمة او بالراي والفكر  ويدعون إلى ديموقراطية حقيقية وليست شكلية. 

اتذكر  بالم كيف خذلتك نقابتك نقابة الصحفيين وتوارت عن الانظار وكذلك العديد من الصحفيين من اعضاء الهيئة العامة.

اتذكر كيف خذلك الكتاب الصحفيون الذين دوشونا بكتاباتهم عن الوطن والاخطار التي تهدد الديموقراطية وحقوق الإنسان دون تسمية حالة واحدة ، خذلتك  النقابات المهنية التي تنازلت نسبيا عن دورها ومشروعها ورسالتها الوطنية .لقد خذلناك  جميعا في وقت ابيت فيه ان تخذل الوطن وابنائه  ، وقررت رغم فداحة الكلفة  تقديم  المصلحة الوطنية على مصلحتك الخاصة على حريتك على انحيازك الطبيعي  لاسرتك  . 

اتذكرك ونحن نحتفل بتطبيق منظومة التحديث السياسي ودخول مرحلة الدعاية وبازار المرشحين  للانتخابات النيابية وصولا  للحكومات البرلمانية الحزبية (احزاب الوزراء) الذين فشلوا في إدارة وزاراتهم ليعودوا من شباك الاحزاب بعد ان كانوا يرتجفون من ذكر حتى اسم الاحزاب،  واليوم اصبح هؤلاء قادة لاحزاب تجتر كلمات فارغة من المضمون و يتبجحون بالديموقراطية واهم صحفي وكاتب ساخر اردني يقبع في السجن. 

اتذكرك  وانا اشاهد صور المترشحين معلقة على الاعمدة كاعواد المشانق وهي تخلوا من اي كلمة او فكرة او موقف تمس قضايا الناس والمجتمع  .

كلما اعتقدنا ان هنالك انفتاح سياسي وتاملنا بسلوك نهج جديد يمكن ان يثق به المواطن للسير على طريق الإصلاح الحقيقي الذي تبنته منظومة التحديث السياسي  وما صدر عنها من تحديث لقانون الاحزاب والانتخاب كما يدعون ، نعود لحالة الانفصام في التطبيق وتطغى على واقعنا ازمات جديدة تخلقها الحكومات  تساهم في التشكيك بكل ما طرحته وروجت له  حول التحديث والديموقراطية وحقوق الإنسان .

 القصة اولا واخيرا ليست احمد الزعبي بل في نهج دولة تسعى فيه  نظريا لترسيخ قيم  الديمقراطية  والحرية وحق التعبير  والتطوير والتحديث ، وعمليا تنقلب على هذه القيم جميعا وتساهم  في مزيد من الاحباط وفقدان الثقة في كل المنظومات التي تروج لها الحكومات .