عن فيلم حياة الماعز وقتل صورة العرب وشيطنتهم



بعد أن أثار فيلم (حياة الماعز) اشمئزازي، حاولت أن أعتبر الهدف منه مجرّد حرية تعبير، فشاهدته مرة ثانية فأثار فيّ اشمئزازاً أكبر، وفي المرّة الثالثة كُنت أذهب إلى المقاطع الوقحة فيه لأحصرها، ولكنّ الأمر يبدو مستحيلا فالفيلم من أوله إلى آخره صنع من أجل قتل صورة العربي.

كثيرون كثيرون اعتبروا الفيلم موجها ضد المملكة العربية السعودية، باعتبار ان لوحة السيارة في اخره سعودية، ولكنني أتجاوز هذه الجزئية، لأؤكد عن قناعة ودراسة أننا كلنا كعرب مستهدفون من تنميط صورة الوحشية والفوقية وعشق القهر والعنف، وأكثر من ذلك فالعربي يبدو شيطاناً رجيماً، في مطلق الأحوال، حتى في لحظة إنسانية عابرة.

تقول اللوحة قبيل بدء الفيلم انه بني على قصة حقيقية، واستند إلى رواية منشورة، ولكن الحقيقة أنّه لا يمكن لمثل تلك الأحداث ان تكون مرت على ارض الواقع، وهناك تجاوزات على العقل مثل عدم استخدام الهندي لوسيلة النقل في الصحراء للهروب، وكانت متاحة له طوال الوقت، وغيرها بالطبع!

هناك عشرات المشاهد المستفزة الوقحة، على ان عشرات الأفاعي تظهر فجأة، وتختفي فجأة، في الصحراء وكأنه يراد ان تصوّر بلادنا كذلك، وتعرفون كم الأفاعي مكروهة في كل الثقافات مع ان الهند هي بلد الأفاعي، وكم كان مشهد واحة خضراء مصنوعة في الصحراء ساذجاً، وخصوصا حين يجد واحد من الأبطال زجاجة ماء معبأة بالرمال.

لا أكتب نقدا فنيا للفيلم فهو لا يستأهل لك، ولكنني أضع حروفي من باب أن هناك من يحاول مواصلة قتل صورة العربي وشيطنته، وتحديداً من تلك الوسائل التي ساهمت في تمويله الكبير وعرضته عبر منصاتها، وفي مطلق الأحوال نقول: العربي أكثر من أحبّ الضيف، وروج له، ولأن السعودية كانت الظاهرة في الحدث نقول لها : كلنا معنيون كعرب أمام هذه القباحة والوقاحة، وكلنا نشعر بالاهانة، وللحديث بقية!