محكومون بالأمل



انني اتكلم هنا عن كل شاب اردني كان لاحلامه في مرحله ما من عمره اجنحه واسعه .

كل شاب نشا في بيت بسيط لاب بسيط واسره بسيطه لا تملك سوى بيت متواضع ولا تملك ارصده وليس لها مشاريع سوى ابنائها فقط.

اتكلم عن كل شاب خاض معارك حياته ومغامراته وحده واستطاع ان ينجح وحده وحينما كان يفشل كان يتجرع خيبته وحده بصمت.

الذي لا يعرف الفرق بين الماركات ولا أحدث موديلات السيارات .

اني اتكلم واكتب واناقش واجادل واصارع باسمهم ، بأسم الشريحه الواسعه التي لم تسعفها ابداعها وتفوقها ولم تخفف الشهاده الجامعيه المتقدمه من مرار الاسى والعجز .

الكثيرين في هذا الوطن العزيز الذين كسرت مجاديفهم ، اكتب عنهم واستعير حناجرهم لانني واحد منهم اشعر بالغربه كما يشعرون ، بضعف اليد والحيله ، اليد التي ترفع غيرهم (بقدره قادر) فوق الجميع فوق الطوابير المنتظره منذ سنين وظيفه الاعاشه كنز الاردني المفقود كي تتحقق الاحلام والامنيات .

هل قدر الاردن ان يظل خيره لغير أبناء الفلاحين المهمشين ؟
وكراسيه ووجاهاته ومناصبه المتقدمه لابناء المسؤولين ؟

هل اصبحت المناصب الاداريه والنيابيه والاعلاميه للاسر القادره على التمويل غير المحدود والابناء الاثرياء العاجزين عن الحضور الا بفعل السلطه الابويه والبنات والانسباء ؟

هل عمان واستثماراتها لابناء عمان وأهلها فقط ؟
كيف يشعر المرشح للانتخابات ممن ينفقون الوف الدنانير على حملاتهم ومهرجانات خطاباتهم وفخامة مقراتهم بالمواطن الذي تعجزه فواتير الكهرباء والماء ؟
وهل أصبحت الانتخابات مجرد كومه كبيره من الإشاعات المنتشره من أنصار هذا المرشح وذاك ناهيك عن عن المرشح نفسه بأنه الاقوى والانزه والاضمن وانه محرر الفكر وسوف يغير خريطة التنميه ويرسم بيديه الجنان ؟
هل اصبحت سباق في ملئ الشوارع والحارات بالقارمات العملاقه بشعارات عن ان الشعب والشباب والمرأه شركاء في القرار والتفكير واخرى بيضاء بلا شعارات وأسماء أحزاب نعرف بعضها ولا نعرف الكثير منها ؟

اليس هذا هو الاردن الذي بني على اكتاف الاباء جميعا حلما بوطن ثمين يتساوى فيه الجميع ؟

اليس امرا يدعو الى الحزن رؤيه الشباب المثقف اصحاب المواهب المتنوعه يعمل في المطاعم والمقاهي وتوزيع الاطعمه والمنظفات وغيرها في حين يعتلي اصحاب الولائم الكبيره اشباه المثقفين منابر الاعلام والمكاتب الفخمه متلذذين بالبرستيج والمظاهر والاضواء .

وفي ظل هذه الحاله كيف يستطيع الشاب الطموح ذو الاسره البسيطه فرض حضوره وعلى ماذا يتكئ ؟

وكيف يتخلص من عجزه والافاق الاجتماعيه اغلقت بوجهه واستحكم اغلاقها .

لكل ذلك واكثر يستعيد الشباب دوما بحنين ذكريات اجدادهم وابائهم ، مشروعهم في بناء وطن كبير .
استذكر واكتب
لماذا
لعله الياس او لعله الامل
وكم هي الاجابه معقده.