ردا على تصريحات الخصاونة..التمسك بخيار السلام مع اسرائيل انتحار سياسي
الى هنا انتهى الاقتباس ، وتاليا ردنا :
في هذا الظرف الدقيق للغاية والذي يتطلب موقفا حازما ورادعا للاردن الرسمي ، يخرج رئيس الوزراء بشر الخصاونة علينا بتصريحات فيها الكثير من الانشاء والقليل من الموقف ، وهي التصريحات التي بالضرورة ستضاعف مخاوف الاردنيين وقلقهم على واقعهم ومستقبلهم ..
كرة النار الملتهبة توشك ان تسقط في حضن الاردن ، ورغم ذلك ما زال ساستنا يؤثرون استخدام العبارات الفضفاضة التي لا تحمل في طياتها اي معنى او موقفا يمكن ان يلقي له الاحتلال بالا !!
الخصاونة يقول ان اسرائيل خرقت جميع الواجبات المفروضة عليها بالقانون الدولي باعتبارها قوة قائمة بالاحتلال في وتجاهلت تماما القانون الدولي الانساني في عدوانها الوحشي على قطاع غزة والضفة الغربية ، وهذا دقيق وصحيح ولا بد من البناء عليه ، ولكنه للاسف وفي معرض حديثه عن خيارات الرد الاردني على استهداف قرى ومخيمات الضفة الغربية والتي ترمي الى تهجير سكانها شرقي نهر الاردن ، يطرح لجوء الاردن للقضاء الدولي المعطل تماما - بشهادته - كخيار للرد على استهداف الكيان الصهيوني للمدنيين في الضفة الغربية ودفعهم قسرا للهجرة ؟!!!
خطر التهجير القسري المحدق للاشقاء في الضفة الغربية نحو الاردن بات على الابواب ، فلم يعد تهديد امننا الوطني والعبث ببنية نظامنا السياسي افتراضيا او تخرصات محللين طالما جرى تجاهل ما يقولون رغم وجهاته ودقته ، حكومة الاحتلال تباشر حملتها العسكرية وعمليات تجريف القرى والمخيمات والبنى التحتية واستهداف المدنيين في الضفة الغربية وغايتها واضحة ، يرافق ذلك موقف غربي خجول وتواطؤ كامل من الولايات المتحدة ، كل هذا يحدث والاردن الرسمي ما زال منكبا على صياغة بيانات الادانة و الاستنكار ، كل هذا يحدث دون ان تتأهب السلطات جميعا وتعلن حالة الطوارئ القصوى لمواجهة هذه المخططات المعلنة والتي يجري تنفيذها فعليا على الارض ؟!!!
اتفاقيات السلام مع هذا الكيان المارق باتت جميعا حبرا على ورق ، لا قيمة لها على الاطلاق ، وتمسكنا بخيار السلام كخيار استراتيجي - كما اكد الخصاونة في تصريحاته - مع هذا العدو المتربص بالاقليم كله ، رغم متابعتنا اليومية لما يمكن ان يقترفه من جرائم وانتهاكات يندى لها جبين الانسانية جمعاء ، هو بمثابة انتحار سياسي للدولة الاردنية وتواطؤ مع مخططات العدو التوسعية .
المجتمع الصهيوني باغلبيته المطلقة الذي انكشف للعالم اجمع نزوعه المرضي للقتل والتدمير والتوسع والاستيلاء على الارض والمقدسات لا يمكن التعاطي معه الا من خلال اللغة التي يفهمها ، وهي لغة القوة والكلفة التي قد يتكبدها اذا ما لجأ لخيار التدمير والتهجير في الضفة الغربية كما فعل في قطاع غزة .
ولنسأل الخصاونة عن قرار الكنيست الصهيوني الذي صدر قبل يوم واحد من زيارة المجرم نتنياهو الى الولايات المتحدة والقاء كلمته او للدقة اكاذيبه امام الكونغرس الامريكي والتي جاء فيه : ان الكنيست الاسرائيلي يعارض تماما اقامة دولة فلسطينية على اي قطعة من الارض غرب نهر الاردن " ، ماذا يعني هذا ؟ وما هي دلالته السياسية واثره على الاتفاقيات الموقعة مع هذا الكيان المارق سواء من قبل السلطة الفسطينية او الحكومة الاردنية ؟!!
الم يكن تسليح المستوطنين على تخوم قرى الضفة الغربية كافيا ليقرع ناقوس الخطر لدينا ؟ الم يكن سماح بن غفير لاقامة الصلوات في المسجد الاقصى وتنظيم عمليات اقتحامات يومية للمستوطنين لباحات المسجد الاقصى كافيا لاستشعار الخطر؟ الم تكن الاقتحامات والاعتداءات على القرى والمخيمات الفلسطينية والمداهمات التي يقوم بها المستوطنون المدججون بالاسلحة ودعم قوات جيشهم الانكشاري لهؤلاء كافيا لندرك مسار الاحداث ومآلاتها ؟ ماذا عن دلالات تعيين حاكم عسكري للضفة الغربية وبدء عملية عسكرية موسعة وقصف البيوت الامنة في الضفة الغربية بالطائرات والدبابات ، اليس هذا مقلقا ؟!! ما الذي ينتظره الاردن الرسمي ليتخذ موقفا حازما مما يجري ؟!! ما الذي يستعصي لديهم عن الفهم بعد كل هذا ؟ هل ننتظر حتى نرى بأم اعيينا ملايين النازحين على حدودنا لنتحرك ؟ هل ننتظر لنرى نسخة جديدة من عمليات الابادة الجماعية تتم على امتداد الضفة الغربية لندرك حجم الخطر وسوء المنقلب ؟!!
اذا كنا بهذا البؤس وانعدمت لدى ساستنا الحيلة والوسيلة و العزيمة والبأس وقرروا تجاهل كل هذه الاشارات، فلا يجوز ان ابدا ان نغلق الحدود امام الباحثين عن الامان من ابناء شعبنا الفلسطيني ، لا يجوز ان نتركهم لواجهوا ذات المصير الذي يواجهه اشقاؤنا في غزة هذا ليس عادلا وليس اخلاقيا البتة ، ليس مقبولا ان نتركهم لقمة سائغة لالة القتل الصهيونية بحجة رفضنا لخيار الوطن البديل ، فلو كنا فعلا نرفض هذا الخيار ، فعلينا ان نتحرك فورا ونوقف الصهاينة عند حدهم .. اذا كان التهجير خطا احمر ، فعلينا التحرك عاجلا غير آجل حتى لا يكون ثمن هذا الخط الاحمر وكلفة تمسكنا به اخر نقطة دم في اجساد اشقائنا من ابناء وبنات واطفال الشعب الفلسطيني الاعزل في الضفة الغربية، كما نتابعه بحرقة يحدث في قطاع غزة المحاصر من العدو والشقيق ...هذه ليست دعوة لفتح الحدود، وانما هي دعوة صريحة للتحرك فورا واستخدام كافة الوسائل والادوات والخيارات للجم هذا العدو الصهيوني المتربص بأمننا وبقائنا واستقرارنا ...
اما الرهان على صحوة الانظمة العربية والاسلامية و الغربية وانحيازها للحق والعدالة والقانون الدولي فهو رهان خاسر وباطل وواهم ...