اسامة حمدان: رسالة المقاومة واضحة.. وخيار وحيد امام الشعب الفلسطيني
* أبرز ما جاء في حديث القيادي في حركة حماس أسامة حمدان مع قناة الجزيرة مساء اليوم الثلاثاء:
- حمدان: لا شيء جديد سوى ما نسمعه في الإعلام وما يجري الحديث به مع الوسطاء حول نية الرئيس الأمريكي تقديم مقترح جديد، لكن بكل تأكيد الإدارة الأمريكية كانت إلى حد بعيد شريكة للاحتلال في كل جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة، ولم تضغط بالشكل المناسب على نتنياهو وحكومته، وسهلت لهم الاستمرار في هذه الجريمة من خلال الدعم السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي، ولم تقم بما هو مطلوب منها كي يلتزم بالمبادرات التي قُدمت.
- حمدان: الحديث الأمريكي عن تقديم مبادرة، هو محاولة لامتصاص الغضب نتيجة الفشل الإسرائيلي والأمريكي، ومحاولة إضافية لتمرير الوقت لإعطاء نتنياهو فرصًا لمزيد من القتل بحق الشعب الفلسطيني.
- حمدان: ليس المطلوب أن تكون هناك مبادرة جديدة، المطلوب إلزام نتنياهو بما قُدم ووافقت المقاومة عليه في الثاني من تموز الماضي، هذا هو المخرج وليس مزيدا من التفاوض الذي لا أفق له، ونتنياهو كان واضحًا وصريحًا أنه لن يقبل أي مبادرات جديدة خلال مؤتمره الصحفي يوم أمس.
- حمدان: معضلة فيلادلفيا معضلة لأن نتنياهو يجعل منها معضلة، ويكفي أن يقول الأمريكيون بأنهم متمسكون بما قدم من ورقة ووافقت عليها المقاومة، وتضمنت انسحابًا من محور فيلادلفيا ، ونحن قلنا موقفنا بوضوح إن محور فيلادلفيا هو حدود مصرية فلسطينية مشتركة، لا نقبل أن يتواجد عليها طرف ثالث، والبقاء الذي يريده الإسرائيلي هو من أجل الهيمنة والسيطرة على معبر رفح، وبالتالي استمرار إطباق الحصار على الشعب الفلسطيني، ونحن لا نقبل أن يكون هناك حصار.
- حمدان: أبلغنا الأطراف مبكرًا أنه إن لم يكن هناك انسحاب كامل من فيلادلفيا فنحن لا يمكن أن نقبل أي صيغة تسمح ببقاء الاحتلال عليه، ولعل الرئيس الأمريكي أطلق تصريحًا مهمًا، حين قال إن نتنياهو يتحمل مسؤولية قتل الأسرى الستة.
- حمدان: اليوم كان موقف الخارجية المصرية مهمًا في التأكيد أن مصر ترفض استخدام اسمها في ألاعيب نتنياهو التي تريد إبقاء الأزمة قائمة، ويرفض أن يقترب من أي حل يقدم له أو يستجيب له، وبالتالي موقفنا واضح، محور فيلادلفيا جزء من عملية الانسحاب من غزة التي تم الاتفاق عليها بشكل أساسي لإبرام الاتفاق، الذي يتضمن وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإجراء عملية تبادل للأسرى.
- حمدان: الإدارة الأمريكية إن تغاضت عن الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا ، فهي عمليًا تمدّ حبل النجاة لنتنياهو ليستمر في القتل وتنقذه من ردة الفعل على مقتل الأسرى الستة، الذي يتحمل هو وحكومته النازية عن قتلهم وعن قتل الأسرى الذين سبقوهم كذلك.
- حمدان: الكل يعرف أن غزة مكتظة بالسكان، وأنها أكثر مناطق العالم اكتظاظًا بالسكان، والتصريحات الأمريكية حول الانسحاب الجزئي من المناطق المكتظة بالسكان، وهذا استخدام مريب للمصطلحات والكلمات، يهدف إلى الإيحاء بأن المسافة التي تمتد لبضعة كيلومترات ربما يكون فيها فراغات من أجل الانتقال لإعطاء الإسرائيلي الفرصة التي يريد.
- حمدان: هناك مخرج واحد وواضح، قُدمت للحركة مبادرة في الخامس من أيار قبلتها الحركة وأسقطها نتنياهو، وقدم لها مبادرة جديدة في نهاية حزيران قبلتها الحركة في الثاني من تموز أيضًا يسقطها نتنياهو.
- حمدان: إن محاولة الإدارة الأمريكية الحديث عن أفكار جديدة يعني أنها لا تريد أن يتم التوصل إلى حل، وأن مستقبل من بقي من الأسرى سيظل مجهولًا، لأنه بوضوح الأسرى إما قتلوا بالقصف الإسرائيلي، أو برصاص إسرائيلي مباشر، أو خلال الاشتباك كما حصل في النصيرات.
- حمدان: فكرة استعادة الأسرى وفق الشروط الإسرائيلية، آن للإدارة الأمريكية وللإسرائيلي أن يدركا أنها غير ممكنة، ولن يعودوا إلا إذا توقف العدوان، وانسحب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة.
- حمدان: رسالة المقاومة واضحة، أنه أمام سلوك الاحتلال واستمراره في القصف والقتل، ومحاولة ارتكاب المجازر من أجل استعادة بعض الأسرى، فإنه يؤدي إلى قتل أسراه بدلا من استنقاذهم، وهو بهذه الطريقة يجعل مصير هؤلاء الأسرى مجهولًا.
- حمدان: رسالة المقاومة واضحة: لا استعادة للأسرى إلا بصفقة تفاوض، وإلا فإنهم سيعودون إمام في توابيت، وربما يكون مصير بعضهم كرون أراد.
- حمدان: الواضح أن الضغط العسكري الإسرائيلي في كل مرة كان يعطل عملية التفاوض، ويؤدي إلى قتل المزيد من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة وليس العكس، والمقاومة منذ بداية عملية التفاوض حتى اليوم، لا تزال قواعد التفاوض لديها واضحة، وسقف المطالب واضح، ولم تقدم أي تنازلات، وكذلك قدمت في نفس الوقت مرونة في كل القضايا التي يمكن البحث عن مخارج فيها.
- حمدان: مؤتمر نتنياهو الصحفي يوم أمس كان محاولة بائسة للخروج من مسؤولية يتحملها هو وحده وحكومته من قتل هؤلاء الرهائن، والرواية التي قُدمت إسرائيليًا، هي رواية تنسجم مع حالة الكذب التي بدأها الإسرائيلي وانفضحت منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم.
- حمدان: إن ما أعلنه نتنياهو من تمسكه بمحور فيلادلفيا رغم رفض الأجهزة الأمنية والعسكرية لذلك، وقولهم له إنهم ليسوا بحاجة للبقاء هناك، يؤكد المسألة الأساس أن نتنياهو لم يسع ولا يريد أن يسعى للوصول إلى هدنة ووقف إطلاق النار، وإجراء تبادل جاد للأسرى.
- حمدان: المؤتمر الصحفي يوم أمس يكشف نوايا نتنياهو، وآن للعالم أن يتعامل معه كمجرم حرب يرتكب جريمة إبادة جماعية، نتنياهو يوم أمس كان يتكلم عن إبادة الشعب الفلسطيني بكل صفاقة، ويظن أن بإمكانه أن يكرر تجربة هتلر الذي اجتاح أوروبا وحاول أن يبيد كل نفس للحرية فيها، فكانت مآلته هزيمة، وسيكون نتنياهو بنفس الطريقة يرتكب نفس الحماقة وسيكون مآله نفس المآل.
- حمدان: هناك خيار وحيد أمام الشعب الفلسطيني إذا ما بقي العدوان مستمرًا وهو أن يدافع عن نفسه، لأن الخيار الآخر الذي يطرحه نتنياهو الاستسلام، والشعب الفلسطيني بعد هذه المدة الطويلة من المواجهة والمقاومة لا يمكن أن يرفع راية الاستسلام، 76 عامًا لم يرفع خلالها الفلسطيني راية الاستسلام.
- حمدان: يدرك نتنياهو أن المعركة المحتدمة في غزة لم تطفئ قدرة الشعب الفلسطيني وصموده ومقاومته، وهي تشتعل اليوم في الضفة، وإن بقي الأمر على هذا النحو، فأنا أظن أن رقعتها ستتسع، وستصل للمرحلة التي لا يستطيع نتنياهو ولا داعموه تداركها.
- حمدان: المخرج الوحيد لوقف هذا العدوان هو أن يقبل نتنياهو المبادرة التي قدمت ووافقت عليها الحركة، سوى ذلك على العالم أن يرى أن الإسرائيليين يتجاوزون حدودهم، وأنه لا بد من وقف العدوان بشكل كامل وحاسم.
- حمدان: الفلسطينيون يقومون بدورهم في الدفاع عن أنفسهم، ويضعون العالم بأسره أمام سؤال كبير، حول مدى جدية هذا العالم، في وقف الإبادة الجماعية التي ترتكب، وأنا أقارن اليوم بين المشهد الذي يصرخ فيه العالم نتيجة مقتل 6 أسرى إسرائيليين كنا نريد أن يعودوا أحياء ليعود أسرانا إلينا وإلى عائلاتهم، لكن هذا العالم بنفس الوقت يقف صامتًا أمام مجزرة يرتكب فيها قتل 50 ألف فلسطيني جلهم من النساء والأطفال وكأن شيئَا لم يقع.
- حمدان: هل دماء 6 من الأسرى الإسرائيليين أفضل عند العالم من دماء 50 ألف فلسطيني؟ هذا سؤال حول كل القيم الإنسانية، قيم الحرية والعدالة والمساواة، وحقوق الإنسان التي يتشدق بها البعض، ولا يصرخ بها إلا إذا كان القتيل إسرائيليًا.
- حمدان: العدو واضح أن يعلن ساحة قتال في الضفة الغربية، والخارطة التي عرضها نتنياهو لم تشمل الضفة الغربية والقدس، بل كانت تعبر عن سائر خريطة فلسطين وكأنها كيان الاحتلال، وهذا يعني أن المخطط الذي وضعه نتنياهو وحكومته للاستيلاء على الضفة لا يزال يعشش في عقول هذه الحكومة وتلتزم به وتسير عليه.
- حمدان: الإعلان أن الضفة ساحة قتال، يعني أنه فشل في تصفية المقاومة، التي ظن أنه يمكن أن ينجح بها خلال ساعات أو ربما يوم أو يومين، العملية العسكرية شمال الضفة لم يكن يتوقع لها إسرائيليًا أن تستمر على هذا النحو من الزمن أو من كفاءة المقاومة في المواجهة، وفي المقابل لم يكن يتوقع أن تتحرك المقاومة في أجزاء أخرى من الضفة كما حصل في الخليل.
- حمدان: الضفة تتحرك الآن والمقاومة تتصاعد فيها وتتقدم، والجريمة التي يرتكبها الإسرائيلي بإعلان الضفة في حالة حرب، لا يعني بالضرورة وقف القتال فيها، وأذكر في انتفاضة الأقصى كل ما فعله الإسرائيلي لم يفضِ بحال من الأحوال لوقف المقاومة الانتفاضة، بل تسارعت وأدت إلى خروج وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، ولعل المواجهة في الضفة تدفعه أيضًا لانسحابات إضافية في الضفة في هذه المرحلة.