مباراة الأخوة: دور الأردن والكويت في توحيد الصف العربي ودعم فلسطين

 
 
تعد الرياضة من أكثر الوسائل فعالية في تحقيق التقارب بين الشعوب وتعزيز الروابط الاجتماعية والسياسية. وعلى مر التاريخ، كانت الرياضة وسيلة لتجاوز الاختلافات الثقافية والدينية، وجمع الناس حول قواسم مشتركة تعزز من وحدتهم. وهي ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل أداة قوية تؤثر في السياسة الدولية والدبلوماسية، وتجسد مشاعر التضامن والاتحاد بين الشعوب .

ولطالما لعبت الرياضة دورًا بارزًا في التعبير عن المواقف السياسية، وكانت في بعض الأحيان رمزًا للمقاومة والرفض ضد الظلم. فعلى سبيل المثال، بعد الألعاب الآسيوية عام 1974، رفضت الكويت والدول العربية الأخرى اللعب مع إسرائيل، ما أدى إلى طردها من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. هذا الموقف التاريخي يبرز كيف يمكن للرياضة أن تكون أداة دبلوماسية مؤثرة تعكس مواقف الدول تجاه القضايا السياسية الهامة. فبينما يعتقد البعض أن الرياضة مجرد ميدان للتنافس الرياضي، إلا أنها في الواقع منصة تعبر من خلالها الدول عن مواقفها السياسية والدبلوماسية، وتؤكد على وحدة الصف والتزام الشعوب بالقيم المشتركة.

العلاقات بين الأردن والكويت تتجاوز كونها مجرد علاقات دبلوماسية أو اقتصادية؛ فهي تمتد إلى عمق الروابط التاريخية والثقافية المشتركة بين الشعبين الشقيقين. الأردن يعتبر الكويت دائماً دولة شقيقة وصديقة، تربطها به علاقات راسخة تمتد لعقود. المباراة القدمة بين المنتخبين الأردني والكويتي في اطار التصفيات النهائية للترشيح لبطولة كاس العالم هي مبراة قمة بين فريقين شقيقين وكما يظهر من التحضيرات لهذه المباراة المرتقبة بين المنتخبين، فإن الرياضة هنا لا تعد مجرد منافسة رياضية عابرة، بل هي مناسبة لتأكيد العلاقات الأخوية الوثيقة بين الشعبين والقيادتين الحكيمتين في الأردن والكويت.
إن هذه المباراة تمثل تجسيداً للقيم العربية المشتركة وروح التعاون التي لطالما ميزت العلاقات بين البلدين، وتعبر عن روح التضامن العربي في أحلك الظروف .
وفي ظل العدوان الهمجي الإسرائيلي الغربي على غزة والضفة الغربية، يجب أن نتذكر المواقف التاريخية لدولة الكويت في دعم القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ودورها الرائد في نصرة الشعوب العربية المظلومة. كما يجب أن نؤكد على الدور الكبير الذي يلعبه الأردن في دعم الأشقاء الفلسطينيين في كل الأوقات وفي مختلف الظروف. إن الأردن، بقيادته الحكيمة، لم يتوانَ يوماً عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الدعم السياسي في المحافل الدولية أو من خلال تقديم المساعدات الإنسانية واللوجستية. هذا الالتزام الثابت يعكس عمق التزام الأردن بالقضية الفلسطينية وحرصه على دعم الأشقاء في فلسطين في وجه العدوان.
الكويت، على مر العقود، كانت دائماً داعماً رئيسياً للقضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. لم يتوقف دعم الكويت عند المواقف السياسية والدبلوماسية فقط، بل امتد ليشمل الدعم المادي والمعنوي للشعبين الأردني والفلسطيني. فقد كانت الكويت دائماً من الدول التي تسعى لتعزيز التضامن العربي ودعم الأشقاء في كل محنة، ما يجعلها نموذجاً يحتذى به في التضامن العربي. وفي ظل الأوضاع الحالية في غزة والضفة الغربية، يجب أن نستحضر دور الكويت التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني ورفضها للظلم الذي يتعرض له. هذا الموقف الثابت يعكس عمق التزام الكويت بالقضايا العربية والإنسانية.
أما الأردن، فهو لم يتوانَ يومًا عن دعم الأشقاء الفلسطينيين في كل الظروف، بقيادته الحكيمة بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين. فقد قدم الأردن دعمه السياسي في المحافل الدولية، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية واللوجستية للشعب الفلسطيني. هذا الالتزام الراسخ يعكس عمق التزام الأردن بالقضية الفلسطينية وحرصه على الوقوف بجانب الأشقاء في فلسطين في وجه العدوان.
في هذا السياق، من الضروري قبيل وأثناء وبعد المبارة المرتقبة بين المنتخبين الأردني والكويتي ، الابتعاد عن أي تصرف قد يعكر صفو العلاقات بين الأردن والكويت والتي تتسم بالقوة والعمق، ويجب الحفاظ عليها وتعزيزها في مواجهة التحديات الكبيرة التي تمر بها المنطقة. فالاحترام المتبادل والتعاون بين الأشقاء هما الأساس لمواجهة هذه التحديات، واستقبال الأشقاء الكويتيين في بلدهم الثاني الأردن هو تعبير صادق عن عمق العلاقات الأخوية والاحترام المتبادل بين الشعبين.
في النهاية، لا يسعنا إلا أن نشيد بالمواقف القومية والإنسانية للشعبين الأردني والكويتي، وبالقيادة الحكيمة التي تجمع بينهما. الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، والكويت بقيادة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، يمثلان رمزًا للحكمة والتعاون العربي.
إن الرياضة، من خلال هذه المباراة، نامل ان تعكس التزام البلدين بالقيم العربية وتعزز من روح الأخوة والتضامن بين الشعوب العربية . اخيرا، نسأل الله أن ينصر أهلنا في غزة والضفة، وأن يعم السلام والعدل والامن في أرض فلسطين الحبيبة وجميع البلاد العربية والإسلامية وكافة ارجاء المعمورة .

الكاتب استشاري تعليم واستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك