الاطماع الصهيونية بالأردن



 يقول نتن ياهو والذي يمثل الجناح الصهيوني المتطرف في كتابه " مكان تحت الشمس " الذي صدر عام 1995 ما يلي وأقتبس : 

 " في إطار سياستها الجديدة، تراجعت بريطانيا عن التعهدات التي أخذتها على عاتقها بموجب وعد بلفور. إذ أصبح ما بدا في نظر البريطانيين حقائق أخلاقية ووعودا قومية، قبل تسلمهم الانتداب رسميا، في نظرهم الآن، سياسة غير واقعية .

ففي عام 1922، انتزعت بريطانيا شرق الأردن، من منطقة الوطن القومي اليهودي.  وبجرّة قلم واحدة، انتُزع من الأراضي المخصصة للشعب اليهودي، ما يقارب 80% من هذه الأراضي، وتم إغلاق شرق الأردن بكاملها في وجه الاستيطان اليهودي حتى يومنا هذا.

سلّمت بريطانيا هذا الجزء من أرض إسرائيل إلى الملك عبد الله، الذي ينتمي إلى الأسرة الهاشمية من مكة، وتوجته أميرًا وإقامة من أجله دولة جديدة باسم ( شرق الأردن )، واليوم ( المملكة الأردنية )، تلك الدولة التي لا زالت تعاني حتى اليوم، من الظروف الاصطناعية لولادتها ". انتهى الاقتباس.
   
                                               *    *     *
التعليق :  لا اعتقد أن هذا الكلام يحتاج إلى تعليق أو تفسير ، فهو واضح وضوح الشمس، ويبين أطماع الصهيونية بالتوسع على حساب الأردن بكل صراحة ووضوح. 

وما يجري اليوم في مدن الضفة الغربية من قتل وتدمير للمنازل والشوارع والبنى التحتية، ومحاولة توسيع مساحة إسرائيل، ما هو إلاّ محاولة لتهجير أهلها الصامدين في أرضهم خارج وطنهم، وبالتأكيد أن هذا التهجير سيكون نحو الأردن، رغم مقاومة المواطنين وتشبثهم بأرضهم. ونرجو الله أن ينصرهم على العدو الإسرائيلي المجرم ويثبت أقدامهم على أرضهم رغم التضحيات الجسيمة في مختلف المجالات.

وعلى ضوء ما يجري في الضفة الغربية حاليا من ممارسات إجرامية، وعلى ضوء الخطر الماثل أمامنا في المستقبل القريب أو البعيد، فإننا نستشعر جميعا هذا الخطر  على أمننا القومي، فيما إذا قام العدو  بدفع مئات الآلاف من مواطني الضفة الغربية عبر نهر الأردن شرقًا إلى الأردن - لا سمح الله - 

وهنا أتساءل: هل أعددنا الخطط لمواجهة الخطر المتوقع لاحقًا، ونكتفي بمقولة : لن يجرؤ العدو على فعل ذلك ؟ أم أننا دون استعدا محلي، نعتمد على أمريكا وبريطانيا، اللتان خذلتا الكثير من الدول، التي اعتمدت عليهما عبر التاريخ ؟

لا أريد أن ادخل في تفصيلات هذا هذا الموضوع، فهناك مجلس الأمن القومي الأردني، وهو المعني بذلك على جميع المستويات : العسكرية، والشعبية، والسياسية، والاقتصادية. ولكنني أطرح السؤال آملًا أن تكون إجابته مدروسة وجاهزة للتطبيق العملي عند الضرورة . . !