جسر الملك حسين (اللنبي) منفذ الفلسطينيين إلى الأردن والعالم
"معبر الكرامة" بالتسمية الفلسطينية أو "جسر الملك الحسين" بالتسمية الأردنية أو "جسر اللنبي" بالتسمية الإسرائيلية، ويقصد بالتسميات على اختلافها المنفذ الوحيد لفلسطينيي الضفة الغربية نحو الخارج وعبر الأردن.
واستمدّ المعبر مصطلح "الجسر" -الأكثر شيوعا في تسميته- من الممر الخشبي لاجتياز نهر الأردن، وبقي كذلك خشبيا حتى عام 2001 عندما تحول إلى جسر إسمنتي بني بمنحة يابانية، وتحول إلى 4 مسارات للحافلات والمركبات والشاحنات.
وقبل أن يصبح المنفذ معبرا حدوديا بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967، كان يستخدم نقطة عبور من فوق الجسر فوق نهر الأردن.
يقع المنفذ على الحدود الشرقية لفلسطين، ويبعد نحو 5 كيلومترات عن مدينة أريحا شرقي وسط الضفة الغربية، ونحو 60 كيلومترا عن العاصمة الأردنية (عمان).
ويتعين على فلسطينيي الضفة المسافرين إلى الأردن المرور بـ3 محطات: الأولى نقطة المغادرة الفلسطينية بمدينة أريحا وتسمى "الاستراحة" وفيها يتم تسجيلهم ويستقلون حافلات فلسطينية إلى المحطة التالية، وهي نقطة العبور الإسرائيلية غربي نهر الأردن، ثم تقلّهم حافلات أردنية إلى المحطة الثالثة نقطة الحدود الأردنية شرقي النهر.
والمعبر مخصص لسفر الأشخاص ونقل البضائع من الضفة الغربية وإليها، ولا يحق للإسرائيليين المرور منه، وتديره سلطة المطارات الإسرائيلية.
ومع ذلك، تقول السلطة الفلسطينية إن الإجراءات الإسرائيلية تمنع تلبية الاحتياجات الفلسطينية من الاستيراد والتصدير.
التاريخ
ويصل فلسطين التاريخية بالأردن معبران آخران غير مخصصين لفلسطينيي الضفة هما: وادي عربة جنوبا، ودامية شمالا.
وتقول مصادر تاريخية إن تأسيس منفذ الكرامة يعود إلى عام 1885، عندما كان الأردن وكذلك فلسطين تحت الحكم العثماني.
ومن خلال هذا المنفذ دخل الجيش البريطاني فلسطين مع بدء الانتداب بقيادة الجنرال إدموند اللنبي عام 1917، وإليه نسب الاسم الإسرائيلي للمعبر.
وعَبَر الجسر أغلب اللاجئين والنازحين الفلسطينيين في الشتات إبان النكبة عام 1948 وفي النكسة عام 1967.
ومنذ بنائه تعرض الجسر للتدمير مرات عدة، منها في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، وفي زلزال ضرب المنطقة عام 1927، وكذلك بعد قيام عصابة "بلماح" الصهيونية بتفجيره عام 1946، كما تعرض لتدمير آخر في حرب حزيران 1967، وفي فيضان نهر الأردن عام 1997.
برتوكول الدار البيضاء
ينظم بروتوكول موقع في الدار البيضاء بالمغرب في 31 أكتوبر/تشرين الأول 1994 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل الترتيبات المتعلقة بالمنافذ وتهمّ معبر رفح بين غزة ومصر ومعبر الكرامة (اللنبي).
ويسمح البروتوكول بوجود شرطة فلسطينية وعلم فلسطين في المنفذ، لكنه يعطي إسرائيل مسؤولية الأمن وحق إدارته.
وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، منعت إسرائيل السلطة الفلسطينية من الوجود على المنافذ، ومنها معبر الكرامة.
وفي 2021 أجريت توسيعات على المنفذ، ثم في 2022 سمحت إسرائيل للفلسطينيين باستخدامه لنقل حاويات البضائع الفلسطينية إلى ميناء العقبة، من دون الحاجة لإنزالها على المعبر، ومن ثم نقلها في شاحنات أردنية، إلى ميناء العقبة والعالم، كما كان متبعا.
اكتظاظ وإجراءات مشددة
تبدأ ساعات العمل في المعبر عند الثامنة صباحا (05:00 بتوقيت غرينتش) بالتوقيت المحلي (2022) وتنتهي عند الثامنة مساء، طوال أيام الأسبوع، ويغلق أيام السبت.
ويشهد المعبر في الصيف اكتظاظا شديدا، وهو ما يرجعه الجانبان الفلسطيني والأردني إلى الإجراءات الإسرائيلية وقصر وقت الدوام فيه.
ووفق معطيات فلسطينية (من يونيو/حزيران حتى أغسطس/آب 2019)، تنقل نحو 950 ألف مسافر من خلال معبر الكرامة وفي الاتجاهين.
وفي 17 يوليو/تموز 2022 قالت وزارة المواصلات الإسرائيلية إنها تتجه لفتح المعبر على مدار الساعة، استجابة لوساطة مغربية.
وخلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة، قال البيت الأبيض في 14 يوليو/تموز 2022 إن بايدن "يدعم إنشاء تجربة فلسطينية أكثر استقلالية وكفاءة وموثوقية للسفر إلى الخارج".
وأعلن الجانب الأميركي "استعداد إسرائيل لاتخاذ إجراءات لزيادة الكفاءة وإمكانية وصول الفلسطينيين إلى جسر اللنبي"، وأنها "وافقت على تمكين الوصول على مدار الساعة والأسبوع"، مع "الحفاظ على الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية".
إطلاق نار
يوم 8 سبتمبر/أيلول 2024 أطلق سائق شاحنة أردني النار على القوات الإسرائيلية التي تحرس المعبر، وقتل 3 إسرائيليين.
وأظهرت التحقيقات الإسرائيلية أن السائق "وصل من الجانب الأردني باتجاه منطقة التفريغ المشتركة، ووضع سلاحا في الشاحنة، وعندما وصل أمام العمال الإسرائيليين بدأ بإطلاق النار".
وأعلن مصدر أمني أردني إغلاق جسر الملك حسين في كلا الاتجاهين حتى إشعار آخر، كما أغلق الجيش الإسرائيلي الطرق المؤدية إلى مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية.
ودعا رئيس المجلس الإقليمي لغور الأردن "ديفيد الحيني" إلى "تطبيق السيادة الإسرائيلية على المنطقة".
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية