"جازي" عليهم يا شعبي جازي!
تقول الأغنية الفلسطينية التقليدية: من سجن عكا طلعت جنازة... محمد جمجوم وفؤاد حجازي... جازي عليهم يا شعبي "جازي" المندوب السامي وربعه عموما!
رحم الله الشهداء من أجل فلسطين عبر عشرات عشرات السنوات، ونتوقّف أمام كلمة "جازي" التي صارت عنوان البطولة مع شهيد جديد آت من أقصى جنوب الأردن العظيم، ليضيف إلى السجلّ الأردني النظيف سطراً جديداً لعلّه الأهم منذ السابع من تشرين.
هو بطلّ سيظلّ إسمه يتردّد في ضمير كلّ العرب، وهو الذي ارتقى شهيداً من أجل كرامة العرب، على أرض سبقه قريبه مشهور حديثه الجازي، في الدفاع عنها، وهوالذي سمع عن جدّه هارون حكايات الإنتصار لفلسطين منذ ما قبل النكبة، وصولاً إلى ما بعدها وبعد بعدها.
فيا ماهر الجازي الحويطات، أيّها الدم الزكيّ الذي عطّر تراب فلسطين، ويا أيتّها الروح التي لاقت ربّها راضية مرضية، رفعت رؤوسنا، وجعلت عدوّنا كسيراً مذلولاً، وأنت الآن حيّ عند ربّك مع شهداء يرزقون.
هل نقول لك: نحبّك؟ لا، لن نقولها بل نقول: نعشق مسدسك وأصبعك الذي ضغط على زناده باحترافية ووطنية، ونعشقك وأهلك والبطن الذي انجبك، ويبقى أنّ فلسطين لم تتحرّر من كلّ احتلالاتها التاريخية سوى من شرق النهر، فيا أيّها الشرق غنّي وغرد بإسم ماهر الجازي الذي صنع من رصاصاته أفقاً جديداً، وللحديث بقية!