قراءة مبدئية في نتائج الانتخابات النيابية .. الاسلاميون في الصدارة و الميثاق :المنافسة لم تحسم بعد ..


كتب مالك عبيدات   -  لم تضع نتائج الانتخابات الحزبية اوزارها بعد ، هذا ما اكده مصدر في حزب الميثاق ل الاردن ٢٤ عند سؤاله عن مدى رضى الحزب عن نتائج الانتخابات الاولية التي اعلن عنها اليوم .. 

حزب جبهة العمل الاسلامي الذي اعلن مبكرا عن حصوله على ٢٣ ٪ من مقاعد مجلس النواب العشرين ، وتفوقه في انتخابات القوائم العامة الحزبية على جميع منافسه من الاحزاب الناشئة وتلك التي زاحمته وقارعته  طوال العقود الماضية ، استطاع ان يحصد ٣٢ مقعدا نيابيا ، وهو ما اعتبره انعكاسا واقعيا لوزنه وحجمه في الشارع الاردني ...

نجاح هذا العدد الكبير من المترشحين ، وحصول غالبيتهم على ارقام وازنة وكبيرة جدا كان مفاجأة هذه الانتخابات ، وبهذا الفوز الكبير تتراجع دعاوى التغول والتدخل والعبث بالانتخابات ، وبمكن ان تؤسس لبداية حقبة جديدة من النزاهة والشفافية في الانتخابات النيابية القادمة في بلادنا وهو ما سيعزز بالضرورة ارقام المشاركة والاهتمام بالشأن العام لدى الغالبية العظمى من المواطنين ، وهي القناعات التي بات يرددها العديد من قيادات الحركة الاسلامية تعليقا على نتائج الانتخابات النيابية التي افرزت وعلى نحو غير متوقع هذا العدد الكبير من نواب الحركة الاسلامية  واوصلتهم الى قبة البرلمان .. 

بلا شك هي مرحلة جديدة ، عنوانها الانفتاح والقبول بالاخر ، والاقرار بامتداد هذا الحزب الجماهيري وشعبية ما يطرح من افكار ومبادئ ومواقف محلية او اقليمية .. 

وبالمقابل تمكن حزب الميثاق حديث النشأة - تأسس قبل عام ونصف تقريبا - من الحصول على ارقام مقاربة للحركة الاسلامية ، وذلك رغم الاخفاق الكبير الذي وقع في عدد المقاعد التي حصدها في القوائم العامة - اربع مقاعد فقط- ، الا انه تمكن من تسجيل نجاحات واسعة في الدوائر المحلية متفوقا على الحركة الاسلامية في هذا المضمار ، حيث اكدت مصادر في الحزب ل الاردن ٢٤ ان عدد المقاعد المحلية التي حصدها لا تقل عن ٢٦ مقعدا ، وهو الرقم المرشح للازدياد كون الحزب قد بنى لتحالفات واسعة من مترشحين اخرين لم يعلن عنها ، ويتوقع ان يفصح الحزب عنها في غضون الايام القادمة ، وهو ما دفع اكد قياداته للقول ان المنافسة لم تحسم مع حزب جبهة العمل الاسلامي ، وان الوقت ما زال مبكرا للاحتفاء بالصدارة .. 

حزب الميثاق تمكن من انجاح ٤ من مرشحيه على القائمة العامة وهم : احمد الصفدي ومازن القاضي و تمارا ناصر الدين والشركسي محمد كتاو ، وليس شادي المجالي الذي يحتل المرتبة الرابعة في الترتيب ، وذلك انفاذا لقانون الانتخاب . 

اما احزاب الوطني الاسلامي والاتحاد الوطني وارادة  فلقد تمكنوا بارقام متفاوتة من الحصول على ثلاثة مقاعد فقط على القائمة العامة وعدد يتراوح بين  ٥-٨ مقاعد في الدوائر الانتخابية المحلية ، في حين حصل حزب العمال على مقعدين فقط وعدد محدود جدا في الدوائر المحلية ، وبذلك يخرجون جميعا من السبق ، وتظل المنافسة بين حزبي العمل الاسلامي والميثاق ، الا اذا ارتأى احدهم اجراء تحالفات تسمح لهم بلعب دور اكبر في مجلس النواب القادم .. 

الايام القادمة حبلى بالمفاجآت ، وبنية المجلس النيابي الجديد - وهذا هو المهم - ستمسح حتما بلعب دور اكبر واهم في الحياة السياسية في بلادنا ..