أين الكُرة بعد أن ذاب الثلج وبان المرج؟!


 
ذاب الثلج وبان المرج، والواضح أن هناك اكتساحاً عاماً لحزب جبهة العمل الإسلامي، الواجهة السياسية لحركة "الاخوان المسلمين"، ولسنا نستبق الأمور حين نقول إنّ هذا اليوم سيحمل بعده ما بعده من تغييرات جذرية.

من الطبيعي ألاّ يكون حصل الفائزون على الأغلبية النيابية، بحيث يستطيعون تشكيل حكومة، أو اسقاطها، فهذا أمر وارد، ولكنّ الطبيعي أكثر أن يكون للفائزين بأعلى الأصوات تحت قبّة العبدلي رأي في ما يجري.

ليس مهمّاً أن يكون الرُبع أو الثلثُ لهم، ولكنّ تجربتهم في مجلس النواب من خلال نحو عشرة أعضاء كانت مقنعة للشعب الأردني، بدليل صناديق الاقتراع، دون استثناء استفادتهم من الظرف الاقليمي.

في مقالتنا يوم أمس لم نكن نرجم في الغيب، فما كتبناه حصل بشكل يكاد يكون متطابقاً، والمسألة تعلّقت بالتحليل وفهم الواقع لا على معلومات كما ظنّ البعض، فالصناديق صمّاء إلى حين يُعلن ما تحتويه، وبعدها تتحدّث عن نفسها.

تُرى أين الكرة الآن، هل هي في ملعب الاخوان المسلمين الذين ينتظر الكلّ معرفة أسلوب تعاملهم السياسي، والتوقّع عندنا هو أنّ شعارهم بالمشاركة لا المغالبة سيكون العنوان.

أم أنّ الكرة في ملعب القُوى السياسية الأخرى، التي عرفت حجم من كانت تعتبرهم خصومها، وعليها بالتالي التصرّف على هذا الأساس، وتأسيس أعمدة جديدة يمكن البناء المتين عليها؟

في التحليل الواقعي أنّ النتائج التي فاجأت الكثيرين، ولم نكن منهم، ستؤثر على شكل الآتي، وأوّل الأمور التفاعل بين الفائزين، وصولاً إلى شخص رئيس مجلس النواب المقبل، وربّما قبله شكل مجلس الأعيان، وبعدهما بالضرورة ليس فقط شخص رئيس الحكومة، بل وتركيبتها التي ستقف من خلالها أمام مجلس نواب مختلف شكلاً وموضوعاً في جلسة ثقة حتمية.

في تقديرنا أنّ استباق تحليل الأمور ليس محموداً، الآن، لأنّ التشبيك تحت قبّة العبدلي هو الأساس، وفي تقديرنا أيضاً أنّ عدم الاستعجال في موعد افتتاح الدورة البرلمانية الأولى سيكون هو العنوان، وربّما سيأخذ بعض الوقت، ويبقى أنّنا نبارك للفائزين، وللحديث بقية!