نجاح وتقليد وسرقة.. لماذا أثار "عمر أفندي" ضجة واسعة؟



قبل أقل من شهر انطلق عرض مسلسل "عمر أفندي"، الذي قام ببطولته أحمد حاتم وآية سماحة ورانيا يوسف وميران عبدالوارث ومصطفى أبوسريع، ودارت أحداثه في 15 حلقة انتهى عرض الأخيرة منها قبل أسبوع، لكن الجدل المصاحب للمسلسل لا يزال يتطور حتى الساعات الأخيرة.. فماذا حدث؟.

 

البداية: نجاح وانتشار

بمجرد عرض الحلقات الأولى من المسلسل الذي قدّم خلاله أحمد حاتم بطولته الدرامية الأولى، حدث تفاعل واسع من الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت علامات النجاح المبكرة تلوح في الأفق أمام الجميع، فعقب كل حلقة تزداد النقاشات والتساؤلات حول الأحداث، وتتحوّل بعض الجمل الحوارية إلى "كوميكس" ومواد ساخرة رائجة بين المتابعين.
وبمرور الحلقات ازداد الزخم المصاحب للعمل، فكثر متابعوه، وأصبحت أحداث حلقاته مواد للمتابعة شبه اليومية في المواقع الإلكترونية، مع تصاعد الإشادات بفريق العمل، وبفكرة العودة للماضي التي تناولها المسلسل بشكل بسيط وفانتازي ودرامي في الوقت ذاته.

 فقصة المسلسل تدور بين حقبتين، الأولى المعاصرة، والثانية هي مطلع الأربعينيات، حيث الاحتلال الإنجليزي لمصر، وبدايات العديد من الفنون الاستعراضية، والحياة ذات الإيقاع البطيء المتزن، والتي كانت سبباً في جذب قطاع عريض لمتابعة المسلسل، الذي كتبه مصطفى حمدي وأخرجه عبدالرحمن أبوغزالة.
أما بطل القصة فهو "علي"، الشاب الذي وقع في حب فتاة من عائلة شديدة الثراء، فتزوجها في النهاية، لكنه اضطر للعمل مع والدها وتوقيع شيكات لإثبات عدم طمعه بأموالها، ورغم مساهماته لإنجاح شركتهم يراه والد زوجته وصولياً بدرجة أقل اجتماعياً ويسيء معاملته، لكن "علي" يتحمل لأجل زوجته وابنته.

 ولم يكن والد الفتاة هو الوحيد الرافض لهذه الزيجة، بل اعترض عليها أيضاً "تهامي" والد "علي"، نظراً لعدم التكافؤ المادي بينهما. وأمام إصرار ابنه يقاطع كل منهما الآخر لسنوات.
غير أن كل شيء ينقلب رأساً على عقب فور وفاة والد البطل، حيث يكتشف "علي" سرداباً أسفل منزل أبيه يقوده إلى عام 1943، وهناك يتعرّف إلى "زينات" الفنانة الاستعراضية وأمها "دلال" الراقصة المعتزلة زوجة أبيه، و"دياسطي" البوسطجي الذي يحلم أن يكون فدائياً لوطنه، و"شلهوب" اليهودي البخيل الذي يخشى الألمان ويحاول التخفّى منهم، إضافة إلى شخصيات أخرى.

 تقليد أم تشابه؟
نجاح المسلسل، والإشادات المتصاعدة بأبطاله، وحالة الحنين التي صنعها تجاه حقبة الأربعينيات، حيث الحياة الهادئة البعيدة عن التكنولوجيا واعتكاف البشر خلف شاشات هواتفهم، كل ذلك لم يمنع ظهور أصوات تشير إلى وجود تشابه بين "عمر أفندي" ومسلسل 11.22.63 الذي عُرض في فبراير(شباط) 2016 عبر منصة Hulu.

 ففي مسلسل 11.22.63 المقتبس من رواية تحمل نفس الاسم، يفترض مؤلفها ستيفن كينج أنه إذا أنقذ الرئيس الأمريكي جون إف كينيدي من الاغتيال في عام 1963، فإن ذلك سيؤثر على الحاضر الذي نعيشه الآن. لذلك زجّ ببطله إلى بوابة زمنية (سرداب مخبأ خلف خزانة ملابس) تفضي به إلى عام 1957، أي قبل حوالي 5 أعوام من مقتل الرئيس ليكون مطلعاً على معلومات واسعة حول عملية الاغتيال.
وبالنسبة لمسلسل "عمر أفندي"، فكان السرداب الذي دخله البطل بالصدفة يخرجه في فترة الأربعينيات، وعند سفره عبر الزمن غيّر اسمه من "علي" إلى "عمر"، وهذا ما حدث في مسلسل 11.22.63، إذ غيّر بطل المسلسل اسمه عند انتقاله لعام 1960، لكي يتمكن من تنفيذ مهمته.
أيضاً وقع البطل جيك بينج (جسّده جيمس فرانكو) في حب فتاة خلال وجوده في فترة الستينيات، وعرض عليها الزواج، وهذا ما حدث في مسلسل "عمر أفندي"، حينما وقع "علي" في حب "زينات". الفارق الوحيد أن "علي" كان متزوجاً، بينما جيك إيبنج كان منفصلاً.

 اتهامات بالسرقة
بعد أسبوع من انتهاء عرض المسلسل، عاد الجدل بشأنه إلى الواجهة مجدداً بسبب الفنان علي الطيب، الذي اتهم صناع "عمر أفندي" بسرقة جملة "حاجة 13 خالص" التي اشتهر بها في مسلسل "أهو ده اللي صار"، المعروض في عام 2019.

 وسرعان ما حذف "الطيب" المنشور الذي اتهم صناع المسلسل فيه بالسرقة، عبر صفحته على فيس بوك، ليبرر الأمر بأنه "ربما يكون قد عبّر عن وجهة نظره بشكل أغضب زملاءه"، مضيفاً "لكنهم ضايقوني بأنهم لم يذكروا في أي برنامج أو لقاء أنهم اقتبسوه من شخصية (وديع السنباطي) التي قدمتها في مسلسل (أهو ده اللي صار)".
وأضاف "نعم هي مصطلح موجود في مصر زمان بالفعل، لم أخترع الجملة من نفسي، لكن كل ممثل يبذل مجهوداً من أجل الشخصية التي يقدمها، وهذا كان جزءاً من مجهودي للتحضير للشخصية، فهي لها أصل قديم نعم، لكن أنا من أضفتها للحوار بعد مراجعة المؤلف والمخرج".

 اتهام علي الطيب لصناع "عمر أفندي" بالسرقة، والذي تحوّل إلى "عتاب" خلال ساعات، أكد خلاله أنه اعتبر عدم الإشارة إليه من صناع العمل، ولو بتصريح واحد، هو "تجاهل متعمّد".
لكنه برّر حذف منشور الاتهام برغبته في عدم تصعيد الأمور في وسائل الإعلام لدرجة قد تسبّب أزمة وخلافاً بينه وبين زملائه أبطال المسلسل. وهو ما لم تتضح ملامحه بعد، ففريق العمل لم يرد حتى الآن، بينما الجمهور يترقب ويتساءل: هل انتهى "عمر أفندي" بنجاح المسلسل فنياً أم بنجاحه في إثارة الجدل؟!