فورين بوليسي: غزة تتسبب بانقسامات دبلوماسية في نصف الكرة الغربي


داخل أروقة منظمة يُنتظر منها أن تكون مكاناً للتعبير عن الأفكار المتعارضة والنقاش بشأنها، أغلبية حكومات الدول المنضوية داخل "منظمة الدول الأميركية" تجد هذه الدول نفسها غير قادرة عن التعبير عن مواقفها تجاه الحرب على قطاع غزة، الأمر الذي يهدد تماسك هذه المنظمة.

قالت مجلة "فورين بوليسي"، الأميركية، إنه على الرغم من الموقف الحاد لكثير من دول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي تجاه الحرب على غزة، ودعوتها إلى "وقف إراقة الدماء، والدفاع عن حقوق الإنسان للفلسطينيين"، فإنّ "منظمة الدول الأميركية - Organization of American States (OAS)"، المنتدى الأساسي للحوار المتعدد الأطراف في نصف الكرة الغربي، "لم تُردد هذه المشاعر".

ومن شأن هذا التباين، تضيف المجلة، أن يؤدي إلى تأكّل شرعية "منظمة الدول الأميركية" في المنطقة، وقد يدفع البلدان إلى هيئات تداولية أخرى، بحيث "تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ أقل".

وفي الوقت الذي تستدعي حكومات أميركا الجنوبية سفراءها، أو تقطع علاقاتها بـ"إسرائيل"، بسبب الحرب، بصورة تفوق أي سلوك تضامني في أي منطقة أخرى من العالم، بما في ذلك العالم العربي، وأفريقيا، وجنوب الصحراء الكبرى، دان الأمين العام لـ"منظمة الدول الأميركية"، لويس ألماجرو، "مقتل نحو 1200 شخص في جنوبي إسرائيل، ووصف الهجوم بأنه عمل إرهابي، وأكد أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها".

وبعد أن علقت كولومبيا "مشترياتها من الأسلحة من إسرائيل، وأوقفت صادراتها من الفحم إليها، والتي كانت تمثل في السابق أكثر من 50% من إمدادات الفحم السنوية لإسرائيل"، مع ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في غزة إلى أكثر من 40 ألف شخص، "لم يقل ألماجرو شيئاً عن الحاجة إلى حماية حقوق الإنسان للمدنيين الفلسطينيين".

وجاء التزام الأمين العام للمنظمة الصمت إزاء "فقدان آلاف الأطفال الفلسطينيين لأرواحهم، وحصار إسرائيل لقطاع غزة، وتفاقم المجاعة في القطاع، والتقارير عن التعذيب الذي تمارسه القوات الإسرائيلية ضد السجناء الفلسطينيين"، متناقضاً بصورة حادة مع نظيره في الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "الذي دعا مراراً وتكراراً إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة".

وفي الوقت الحاضر، كما تقول "فورين بوليسي"، لا تفكر أي دولة عضو في "منظمة الدول الأميركية" في التطرق إلى حرب غزة داخل المنظمة.

وبدلاً من ذلك، لجأت مجموعة من الدول إلى منتديات إقليمية أخرى، مثل "مجتمع دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي"، وهي "منظمة متعددة الأطراف، تضم جميع بلدان القارتين الأميركيتين باستثناء الولايات المتحدة وكندا"، بحيث دعت 24 دولة إلى وقف فوري لإطلاق النار "في وقت مبكر من شهر آذار/مارس".

وفي تموز/يوليو المنصرم، استفادت البرازيل من التحالف الإقليمي "ميركوسور - السوق المشتركة الجنوبية"، لإبرام "اتفاقية تجارة حرة مع السلطة الفلسطينية".

وتختم الصحيفة الأميركية مقالها، بتأكيد اتفاق الدول الأربع عشرة في منطقة البحر الكاريبي، حتى التي كانت مترددة في السابق بسبب الضغط الأميركي، داخل "منظمة مجتمع الكاريبي المتعددة الأطراف" للاعتراف بدولة فلسطين ومعارضة الحرب.

وفي السياق، أعلنت الحكومة الكولومبية، المنتقدة بشدة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في حزيران/يونيو السابق، أنها  ستستقبل أطفالاً فلسطينيين مصابين، وستقدم إليهم الرعاية الطبية.

وأعلنت نائبة الوزير الكولومبي للشؤون المتعددة الأطراف، إليزابيث تايلور جاي، اتخاذ قرار يقضي بـ"تقديم الدعم الإنساني إلى الأطفال الفلسطينيين الذين سيسافرون مع عائلاتهم إلى كولومبيا لإعادة تأهيلهم".