عاجل - ابو غنيمة يوجه نصائح حول نهج اختيار رئيس الوزراء القادم



كتب د. أحمد زياد ابو غنيمة - 

أما وقد انتهت الانتخابات النيابية بنتائجها التي فاجئت جميع الأطراف، بحصول حزب جبهة العمل الإسلامي على ثقة ثلث الناخبين في القائمة الحزبية، وما حققوه من نتائج متقدمة في الدوائر المحلية؛ فإنني اتمنى ان تُقرأ هذه النتائج من مراكز القرار بروح ايجابية وبعقل منفتح يحترم خيار الشعب الأردني، بان هذا الخيار كان من نسبة لا بأس بها من أبناء الشعب الأردني الذي انحاز جزء لا يستهان به لطروحات المعارضة السياسية في الأردن.

اختيار رئيس الوزراء القادم؛ اتمنى ان يتم بطريقة غير تقليدية كما تعودنا سابقا، ولا أجد أنه من المستبعد ان يتم مشاورة القوى السياسية الفاعلة في الأسماء المرشحة لتشكيل الحكومة القادمة، لا للتعامل مع برلمان فيه معارضة سياسية وازنة كما يحاول ان يوحي بعض المأزومين بذلك - وكأننا مقبلون على معركة تكسير عظم -،؛ بل على أرضية مشتركة قوامها كيف تتعامل الدولة الأردنية مع التحديات الداخلية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية؛ والتحديات الخارجية؛ ليست فقط تحديات؛ بل يجب ان نطلق عليها التهديدات الوجودية لدولتنا الاردنية؛ أرضا وشعبا ونظاما، من اليمين الصهيوني المتطرف الذي يحكم الكيان الصهيو.ني؛ والتصدي لهذه التهديدات باعتقادي انها من ابرز القواسم المشتركة الايجابية بين مؤسسات الدولة بمختلف مسمياتها وبين القوى السياسية الفاعلة وفي مقدمتها جبهة العمل الإسلامي ونوابها في البرلمان الجديد.

التحديات الداخلية والخارجية التي لا يختلف عليها اثنان في الاردن، تستدعي من كل الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي الأردني؛ ان يضعوا خلافاتهم جانبا؛ وان يبحثوا معا كوحدة واحدة: كيف لنا أن نواجه هذه التحديات ونعبر بوطننا الحبيب بر الأمان.

اتمنى من مراكز القرار في الدولة؛ ان تنظر بجدية لإيجاد ادوات وشخصيات سياسية وازنة تبحث وتتحدث عن القواسم التي يجتمع عليها الاردنيون، وان تنحي جانبا من يحاولون ويعملون بجد لاختلاق العراقيل والصدامات بين الدولة والقوى السياسية الفاعلة وفي مقدمتها جبهة العمل الإسلامي.

علينا ان ندرك جميعا حكاما ومحكومين، اننا في مركب واحد، نظامنا السياسي، ومؤسساتنا السياسية والسيادية، وشعبنا الأردني العظيم وقواه السياسية الفاعلة؛ فلنكن جميعا في صف الوطن الذي نستظل به جميعا.