مجلس الأعيان والدراما التي ستزعج القليلين وتُفرح الأكثرية!


 
 أمّا وقد اتضح شكل مجلس النواب المقبل، فالذراع الثاني لمجس الأمّة في انتظار التشكيل، فهو "مجلس الملك" كما يُسمّى تاريخياً، مع أنّ كلّ مجلس الأمة هو مجلس الملك.

تعوّدنا، تاريخياً، أن يكون للانتخابات النيابية تأثير مؤكد على تشكيلة الأعيان، وعرفنا، دوماً، أنّ من التشكيلة الجديدة للنواب ما يعطي دلالات على التوجّهات، من حيث أسماء الأشخاص أولاً، وبالتالي التمازج بين المجلسين اللذين يشكّلان في آخر الأمر مجلساً واحداً إسمه مجلس الأمّة.

من الطبيعي أنّ يزيد عدد أعضاء مجلس الاعيان، في البرلمان المقبل، على الأقل بأربعة مقاعد، ومن الطبيعي أكثر أن تذهب خيارات "المطبخ السياسي" إلى اتجاهات مختلفة في انتقائها الأسماء، عن المجالس السابقة، لأنّ ما شهدناه من خيارات للشعب سيضع بصماته على الاختيارات.

هو مجلس الأعيان الذي يعتبر في تاريخ الأردن مجلس الخبرات، والضابط لأيّ خروج عن السياق المرسوم، فهكذا علّمتنا عشرات السنوات، ولكنّنا لا نستبق الأمور إذا قُلنا إنّ التشكيلة الجديدة قد تكون مفاجئة.

بعد ذوبان الثلج وبيان شكل مرج مجلس النواب، ينتظر الأردنيون انقشاع الضباب عن تركيبة الأعيان، فذلك أمر وهذا أمر آخر، وقد يلتقيان في خطوط معيّنة، وقد يتوازيان في خطوط أخرى.

ما نقوله إنّنا حين نسمع عن صدور أسماء مجلس الأعيان، ستتضح الصورة أكثر، من حيث الحكومة والوزراء والتشبيك بين المجلسين، وهما في آخر الأمر مجلس واحد هو "الأمة"، وإذا كان لنا أن نتوقّع فالدراما التي ستزعج البعض ستكون موجودة، وهي التي ستسرّ الأكثرية من الناس، وللحديث بقية!