ساديو ماني.. رحلة طفل سنغالي فقير إلى الملاعب العالمية


ساديو ماني لاعب كرة قدم سنغالي محترف، ولد عام 1992. بدأ مسيرته الكروية من العاصمة داكار، وفي عام 2011 وصل إلى أوروبا ولعب مع عدة أندية مشهورة منها ليفربول وبارين ميونخ، كما لعب مع منتخب بلاده وفاز بعدد من الألقاب مع فرقه وبجوائز فردية، وفي عام 2023 انتقل إلى نادي النصر السعودي.

عرف بمساعدته المستمرة لعائلته وأهل قريته، فقد حسن وضع بلدته وبنى فيها مسجدا ومستشفى ومدرسة، ووفر فرص عمل لكثير من الشباب، إضافة إلى مساعدات مالية مختلفة يقدمها بين الحين والآخر.

مولد ونشأة ساديو ماني
ولد ساديو ماني في العاشر من أبريل/نيسان 1992 في قرية سيديو الصغيرة الواقعة على نهر "كازامانس"، والتي تبعد 40 كيلومترا عن بلدة بامبالي وتقع جنوب السنغال على بعد 400 كيلومتر من العاصمة داكار.

كان والده إمام مسجد، وتأثر به كثيرا، ويصف حياة أسرته في قرية سيديو بأنها "كانت صعبة للغاية"، وأحد أبرز مظاهر هذه القساوة عدم وجود مستشفى، فاضطرت الأسرة إلى نقل والد ساديو إلى قرية أخرى بعد مرضه وتوفي هناك.

ضعف البنية التحتية وغياب الأمن أيضا كانا من عوائق الحياة في قرية ماني، فبسبب انتشار العصابات على الطرق لم تستطع العائلة نقل جثمان والده ليدفن في القرية، واضطرت إلى دفنه حيث مات.

ساديو ماني المصدر: حسابه الرسمي عبر الانستجرام @sadiomaneofficiel
ساعد ماني عائلته وقريته وأنجز مشاريع حيوية غيرت وضع القرية وأهلها (مواقع التواصل الاجتماعي)
كان خاله المزارع يهوى كرة القدم وكان -إضافة إلى عمله في الزراعة- مدربا لكرة القدم ويشرف على فريق حيه المسمى "كانسالا"، وسهر على تربية ابن أخته ودراسته، إلا أن عائلة ماني كانت ترفض أن يصبح لاعبا، لأن عددا من أفرادها كانوا أئمة ويعتبرون كرة القدم مضيعة للوقت.

وبعد أن تغيرت حال ماني وأصبح من أساطير كرة القدم، اشترى لخاله سيارة وحافلة وأصبح يعمل في النقل بدل الزراعة، كما ساعد عائلته وعائلة خاله في بناء منزل من عدة طوابق.

عرف ماني بتواضعه وكرمه وحسن أخلاقه، ويؤمن أن أساس النجاح "العمل والإيمان بالأحلام واحترام النفس والآخر". ويؤكد في جل لقاءاته الصحفية أنه مسلم ويحرص على تعاليم دينه.
 

تزوج مطلع عام 2024 من فتاة سنغالية مسلمة من قريته تدعى عائشة دكار، وتقول تقارير محلية إنه تعرف إليها منذ طفولتها، وكان متكفلا بمصاريفها المدرسية والشخصية.

دراسة ساديو ماني وتكوينه العلمي
درس ساديو في مدارس قريته، لكن حلمه كان أن يصبح لاعبا لكرة القدم. أنهى دراسته الثانوية عام 2009، ثم التحق بأكاديمية الجيل لكرة القدم في العاصمة داكار، وبقي فيها 6 أشهر ثم انتقل إلى أوروبا وتفرغ للعب ولم يتابع دراسته الجامعية.


التجربة الرياضية لساديو ماني
بدأ ماني لعب كرة القدم مع أبناء قريته حين كان صغيرا، وفي عام 2008 اختير أفضل لاعب في القرية والمنطقة، ثم حاول السفر إلى العاصمة من دون علم عائلته، لكنهم عرفوا بذلك بعد أيام وأعادوه للقرية واشترط عليهم البقاء عاما فقط ليكمل دراسته، ثم يغادر.

في عام 2009 انتقل إلى داكار والتحق بأكاديمية الجيل لكرة القدم، وبعد فترة تلقى عرضا من أحد مدربي كرة القدم الفرنسيين، فوافق عليه وانتقل عام 2011 إلى نادي ميتز حيث بدأ يسطع نجمه.

لعب مع منتخب السنغال في أولمبياد لندن عام 2012، ثم انتقل إلى نادي ريد بول سالسبورغ في السنة ذاتها، ولعب معه 63 مباراة سجل فيها 31 هدفا.

وفي عام 2014 انتقل إلى فريق ساوثهامبتون ولعب 67 مباراة سجل فيها 21 هدفا، ثم انضم إلى فريق ليفربول عام 2016 وأصبح أحد أفضل لاعبيه، ولعب معه 196 مباراة وسجل 90 هدفا.



في يونيو/تموز 2022 أعلن نادي بايرن ميونخ تعاقده مع ماني 3 سنوات مقابل 40 مليون يورو، إلا أنه أمضى معه عاما واحدا فقط ولعب 25 مباراة وسجل 7 أهداف.

في بداية أغسطس/آب 2023 أعلن ماني انتقاله إلى نادي النصر السعودي.


ألقاب وجوائز ساديو ماني
فاز مع الأندية والفرق التي لعب معها بمجموعة من الألقاب والجوائز منها:

دوري أبطال أوروبا مع نادي ليفربول موسم 2018-2019.
كأس السوبر الأوروبي مع ليفربول عام 2019.
كأس العالم للأندية 2019 مع ليفربول.
فاز مع بارين ميونخ بالدوري الألماني موسم 2022-2023.
حقق كأس الأمم الأفريقية مع منتخب السنغال عام 2021 والوصيف عام 2019.
حقق كأس العرب للأندية البطلة عام 2023 مع نادي النصر السعودي.
أما على نحو فردي فقد فاز:

لاعب العام في ليفربول عام 2016-2017.
جائزة الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي الممتاز 2018-2019.
جائزة أفضل لاعب في أفريقيا عام 2019.
جائزة أونري الذهبية 2018-2019.
وصيف الفائز بجائزة الكرة الذهبية 2022.
جائزة سقراط للأعمال الإنسانية 2022.

ساديو ماني الإنسان
تعهد ساديو ماني قريته بالرعاية والاهتمام، وأنشأ بها عدة مشاريع على نفقته الشخصية وساعد سكان القرية البالغ عددهم نحو ألفي نسمة. ومن أهم تبرعاته لقريته بناء مستشفى بمبلغ 455 ألف يورو، والتبرع بمبلغ 250 ألف يورو لتجديد مدرسة القرية.

كما تبرع عام 2018 بـ300 قميص لسكان قريته بهدف تشجيع ليفربول في مواجهته ضد الريدز في نهائي دوري أبطال أوروبا.


وتبرع بمبلغ 45 ألف يورو لمساعدة المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19) في بلده السنغال، ويكفل أسر قريته؛ إذ خصص لكل واحدة منها 70 يورو شهريا.

ويكرّم ماني كل طالب مجتهد من قريته بجهاز حاسوب محمول ومبلغ نقدي قيمته 400 يورو. كما يقدم باستمرار الملابس الرياضية للأطفال. ويساعد شباب القرية في إيجاد فرص عمل، والتقليل من نسبة البطالة.

شوهد في مدينة ليفربول وهو ينظف المسجد، كما شوهد وهو يحتضن جامعي الكرات في الملاعب، ويساعد الأشخاص المسؤولين عن حمل الأغراض الخاصة باللاعبين.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية