الانتخابات النيابية.. فاز انصار المعلمين وخسرت احزاب السلطة



كتب د. ذوقان عبيدات - 


لم يبق أحد إلّا وقدّم رأيًا في مفاجآت الانتخابات، وأقدّر كل هذه الآراء! على تضاربها، تجمع هذه الآراء أن فوزًا" كاسحًا" لقوائم الإسلاميين أو حتى لقائمة واحدة، وهزيمة "كاسفة" لكل من عداهم من أحزاب اليسار والديموقراطية والقومية، وسائر أحزاب الحكومة.

نعم! استدركت أحزاب الحكومة فشلها بتجميع نواب ولو على طريقة "الخلايا النائمة" أو "الغزلان المنفردة الشاردة".
وتم تسوية الأمور على طريقة: "واحنا كمان " اكتسحنا". وما حدا اكتسح لحاله! يعني لدينا أحزاب الاكتساح ولو بأثر رجعي!!
 

(01)
الفوز والخسارة
بدون أي محاولات تغمية، نجحت قائمة العمل الإسلامي، وأرجع المحللون نجاحها إلى أصالتها وحسن إدارتها، وعمق ارتباطها بالمجتمع!! وهذه كلها عوامل وازنة دون أي مواربة.
أذكركم هنا بما يسمى القرارات الحكومية ومترتباتها؛ فلكل قرار مترتبات بعيدة المدى، ومتوسطة المدى، وقريبة المدى. وهذه المترتبات قد تكون متضاربة؛ فالقرار الذي يحدث نجاحًا سريعًا
ويبدو أنه حلّ مشكلة ما، قد يخلق مشكلات أكثر تعقيدًا على المدى المتوسط، أو كارثيًا على المدى البعيد! هذا ما يقوله علم الإدارة، وهذا ما يثبته الواقع!
ما علاقة ذلك بالفوز والخسارة والاكتساح والانكساف؟

(02)
مترتبات قريبة ومتوسطة وبعيدة
تذكروا قرار حل نقابة المعلمين، وما تلاه من إحباطات للمعلمين الذين كانوا في قمة افتخارهم ومعنوياتهم!
قرار، فرح متخذوه دون أن يحسبوا مترتباته الأخرى على التعليم والمعلم! قرار أسكت المعلمين، وكبت كل حماستهم أو بعضها!
نسي متخذو القرار وما تبعه من عسف وعصف و"جرجرة" في الوظائف والنقل والاستغناء والتقاعد، نسوْا ماذا أحدث في نفسية المعلم!
نسي متخذو القرار وجود مائة وعشرين ألفًا من المعلمين في كل قرية! وأن لكل منهم زوجًا أو زوجة أو ابنًا أو صديقًا! وأنّ هؤلاء أعظم خزّان انتخابي!
ولذلك فاز من دعا إلى نقابة المعلمين، وإلى من ضمّ المعلمين الناقمين إلى قوائمهم!
فاز هؤلاء، وخسر متخذوا قرار تفتيت المعلمين، ، بعد أن كسبت الحكومة الجولة الأولى، خسرت أحزابها الجولة الثانية بامتياز!

(03)
من يكسب الجولة الثالثة؟
يقال: من يضحك أخيرًا يضحك كثيرًا! كسب أنصار المعلمين الجولة الأولى ونجحوا في الانتخابات، وخسرت أحزاب الحكومة وربما السلطة الجولة الثانية! بقيت الجولة الحاسمة، هل يكون أداء الفائزين بمستوى نجاحهم؟ وهل ستتقبل أحزاب الحكومة، ومن وراءها، وجماهيرها هزيمتها؟
أم هل ستكون الأمور كلها في جيبة الحكومة؟
فهمت علي جنابك؟