إشارات واسئله حول الانتخابات النيابيه والعمليه الحزبيه
ان من دلائل النضج العقلي مراجعة الذات وانتقادها لذا ببساطه وهدوء لقد راجعت نفسي هذه المره( وطقني الحنت ) .
وحتى اكون صادقا مع نفسي لقد كان للقراءه الاثر الاكبر لنضج فكري وتحديد موقفي فالانسان قد يعيد انتاج نفسه وقناعاته ومشاعره وعواطفه اذا غير اشياء منها ثقافته التي تربى عليها .
ولعلي لا ابالغ اذ اقول انني اشعر بسخافتي حينما انظر للايام السابقه حينما كنت اصطف بجانب مرشح ما والخوض في نقاشات طويله للدفاع عنه والتاكيد على ظفره بمقعد في البرلمان بلا شك والحماس لشخص دون اخر بلا رؤيه ولا وعي
والانتصار للعشيره تفكيرا فقط في مكانتها وسمعتها دون التفكير ببطالتي التي قارب عليها العشر اعوام ، وحالة التارجح بلا جدوى بين المرشحين .
واني احمد الله
انني كمن تلقى صدمة جعلته يستيقظ ويحقق ويدقق
لقد تغيرت طريقه رؤيتي للاحداث وانتهت حالة الاندفاع الطائش لذا قررت دون رجوع مقاطعة الانتخابات هذه المره وان اكتفي بمراقبه الاحداث والتعليق عليها وكان لي بعض الإشارات والاسئله التاليه فيما يتعلق بالعمليه الحزبيه باعتبارها تجربه وليده تجاوزا عن القوائم المحليه منها :
١ - ان نظام الاحزاب لدينا ليس ثقافه اجتماعيه حتى اللحظه لذا فهو لم يولد بشكل طبيعي ثم نما ثم وصل الى مرحله نضوج ورشد كما حدث في النظم الخاصه بالغرب فالعمليه المؤسسيه للاحزاب برآيي بحاجه لوقت طويل حتى تنضج
٢- ان مجتمعنا في غالبيته لا يملك ثقافه حزبيه تجعله يستطيع الانخراط في التجربه والمشاركه فيها فالمواطن يمارس حقه في التصويت لكنه ليس فاعلا حقيقيا عن سير الاداره الحزبيه
٣- لا استطيع ان انكر حالة الشك لدي بأن الاحزاب لا تتبنى اليه لاشراك الطبقه العامله والكادحه والشباب البسيط وانه قادر على احداث تنميه في القرى والمحافظات .
٤- هل سيكون للاحزاب التي حصدت بعض المقاعد دور في إعادة البرلمان للساحه و احداث نهوض عام في العمليه السياسيه وتشكيل دور محوري لمجلس النواب في حياتنا وقضايانا مما سينعكس على ادائه وقوته واعادة ثقه الناس فيه وبشخصياته ؟
٥ - هل هناك قاعده تنطلق منها احزابنا وتجمع بينها ؟
٦ - هل شعاراتها شعارات انتخابيه فقط ام ضمن نظامها التأسيسي الداخلي وهل سنشهد استمراريه للعمليه الحزبيه ام هي فقط نتيجة سياسات مرحليه فقط فالنجاح كما يقولون تشكل الفكره فيه نسبه بسيطه لنجاحه اما اساسه فهو الاستمرار ؟
٧ - هل ستكون الاحزاب التي حصلت على ثقه الناس واصواتهم ونالوا عدد من المقاعد في البرلمان على قدر طموح الناس وامالهم لاسيما حزب جبهه العمل الاسلامي الحاصل على اعلى عدد مقاعد بين الاحزاب ؟
٨ - هل شخصياتها هم حقا ممن يعنيهم الشأن العام وشؤون الناس وهل هم منخرطين حقا فيها ؟
واخيرا وبعد انتهاء هذا العرس الوطني علينا ان نفكر من اجل الوطن قليلا وان نبعد حالة العاطفه والعصبيه التي سرعان ما تزول وان نفتش في ترابنا عن البذره التي نبتت بين اشجارنا وسنابلنا والكف عن تجربة وصفات نجحت في تغيير واقع مختلف من صنع غيرنا
لابد من فهم واقعنا نحن والتحلي بالصبر والكف عن حالة الاندفاع والايمان المطلق بالشخصيات وان المستقبل هو صوره مستمره لما نحن عليه وما كان الماضي عليه .
فحتى يكون لنا قدما في المستقبل لا بد أن نملك ادواته وان نكف عن النظر الى الوراء بلا فائده وان نكتفي من الماضي بالقراءة الصحيحه للتاريخ فقط حتى نستطيع تشكيل سياسه صحيحه .